الصين مستعدّة للحرب التجارية: لن نحلّ محلّ أميركا في لبنان

يشعر زائر الصين هذه الايام بأن هذه البلاد الشاسعة تسير عكس التيار الجارف. ففيما تخرج التظاهرات في جهات العالم الأربع احتجاجاً على تزايد الفقر واتساع الفجوة بين الأغنياء والمعوزين وانحسار الطبقة الوسطى، تبدو بيجينع على كوكب آخر أو في زمن آخر.يستأصل العملاق الاصفر وباء الفقر بسرعة قياسية ويعزز طبقته الوسطى باطراد، وإن يكن يصر على اعتبار نفسه دولة نامية، وفي أحسن الأحوال "أم الدول النامية".وفي الذكرى السبعين لحكم الحزب الشيوعي الصيني، ينكب أركان النظام على عرض محطات مشرقة في مسيرة انطلقت بزخم، وتحديد مواعيد قريبة وبعيدة لمراكمة إنجازات جديدة، ولعل أقربها طي صفحة الفقر سنة 2020 للمرة الأولى في تاريخ الصين، واستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية سنة 2022.وفي زحمة من المشاريع الطموحة، عبثاً يبحث ديبلوماسيون سابقون واعلاميون عرب يزورون بيجينغ بدعوة من دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في خطابات المسؤولين الصينيين المكلفين غرب آسيا وشمال أفريقيا، عن أصداء واضحة للموجة الثانية لـ"الربيع العربي" أو عن موقف واضح من الاتهامات لايران بالتدخل في شؤون المنطقة. ينصت المضيفون الصينيون باهتمام الى آراء الضيوف العرب التي تتفاوت بين مطالبة الصين بدور سياسي في المنطقة يكسر أحادية السيطرة الاميركية، ودعوتها الى الالتفات الى التدخلات الايرانية والخسارة الاستراتيجية التي توشك أن تواجهها طهران في العراق، وجوب تخليها عن القول إنها دولة نامية والتصرف كدولة عظمى وأيضاً تقديم دعم حقيقي للبنى التحتية في الدول العربية لتغيير صورتها دولة تهتم بالتجارة فحسبفي جلسات النقاش أيضاً، يسمع المسؤولون الصينيون...