السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مُتغيّراتُ الثورةِ وثوابتُ الكيان

سجعان قزي■
Bookmark
مُتغيّراتُ الثورةِ وثوابتُ الكيان
مُتغيّراتُ الثورةِ وثوابتُ الكيان
A+ A-
اختَبر لبنانُ عبرَ تاريخِه تجاربَ الحربِ والمقاومةِ والتمرّدِ والعصيانِ والتظاهُرِ والفِتنِ الطائفيّة. وها هو يَكتشِفُ، موهولًا، للمرّةِ الأولى مظاهرَ الثورةِ وصراعَ الأجيال. إنّها مادّةٌ حديثةٌ حُقِنَت بها الشخصيّةُ اللبنانيّةُ والمجتمع. كان الشعبُ يَتوقُ إليها وكانت السلطةُ تخشاها. ولحظةَ يَتواجه الـتَــوْقُ والخَشيةُ يَبدأ الصراع، وساعةَ يَتعبُ الطرفان يَنطلق الحوار. لا نزال في دائرةِ الصراع. تَفاجأت السلطةُ بالحدثِ أكثرَ مما تَفاجأت بالجماهير. الجماهيرُ ستَعود إلى بيوتِها يومًا ما، أما الحدثُ فخرجَ من التاريخِ ولن يَعودَ إليه إلا بعدَ أن يُنهيَ مَهمّتَه. والتاريخُ مَليءٌ بثوراتٍ نَجحت وأخرى فَشِلت.انتقل الشعبُ اللبنانيُّ من الخنوعِ والإحباطِ واللامبالاةِ إلى الاكتراثِ والتساؤلِ والرفضِ... فالثورة. إنها ثورةُ الفردِ في انتفاضةٍ جماعيّة. كنا نَشكو من غيبوبةِ الشعبِ، فإذا نحن أمامَ غيبوبةِ الحكم. وما لم تَتغيّر منظومةُ الحكمِ سيَتغيّرُ النظام، وإذا تَغيَّرَ النظامُ بمفهومِه الميثاقيِّ سيَتغيّر الكيانُ بمفهومِه الدُستوري. نحن في مرحلةِ تغييراتٍ تاريخيّة. في مثل هذه المراحلِ تَغييرُ الكياناتِ أسهلُ من تغييرِ موظّفٍ في دائرةٍ حكوميّة. المرحلةُ تفوقُ خطورةً المراحلَ التأسيسيّةَ السالِفة. سابقًا كان هناك رعاةٌ وحماياتٌ وضماناتٌ وضوابطُ وحلفاءُ مَوْثوقون، وكانت هناك مرجِعيّاتٌ قادت المراحل الانتقالية: الكنيسةُ المارونيّةُ قادت بناءَ لبنان الكبير. الطبقةُ السياسيّةُ الوطنيّةُ قادت معركةَ استقلالِ لبنان. الأحزابُ الكبيرةُ بعمالِقتِها قادت الحربَ والمقاومةَ ضد التوطينِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم