من "الحدائق الخلفية" إلى الداخل الإيراني

اتخذت ايران موقفاً مبكراً من الانتفاضة الحاصلة في لبنان منذ شهر كما من الانتفاضة المستمرة في العراق منذ اكثر من ذلك مصحوبة بالمطالبة بابعاد النفوذ الايراني عن هذا الاخير فيما ان المطالبات في لبنان طاولت كل الطبقة السياسية بدءا باستقالة الحكومة التي تحققت. الا ان ايران رمت الاتهامات في ما يحصل في كل من العراق ولبنان على الولايات المتحدة فيما ان انطلاق الاحتجاجات التي وصلت اليها قبل ايام على خلفية رفع سعر الوقود يشكل تحديا كبيرا لها على خلفية انها عجزت عن رمي كرة ما بدأ يحصل في المدن الايرانية في خانة واشنطن. فقال مستشار الرئيس الايراني ان ايران ليست العراق ولا لبنان والسفارة الاميركية اغلقت في ايران منذ اعوام. الا انه غاب على الارجح عن ايران ان هذه الحركة المعولمة من الاحتجاجات الشعبية تتسع من هونغ كونغ الى تشيلي الى كاتالونيا فبراغ وفرنسا مجددا فالعراق ولبنان وتشكل ابرز ظواهر الاحتجاجات الشعبية رفضا لممارسات سلطوية لم يعد يمكن التغاضي عنها ايا تكن طبيعتها والتي تظهر الاتهامات للولايات المتحدة بالوقوف وراءها كلها او بعضها بمثابة حال انكار لا تساهم الا في تأزيم الاوضاع وليس حلها. ويمكن فهم المخاوف او الهواجس الايرانية على نفوذها الذي تسعى الى تجذيره في العراق كما في لبنان عبر "حزب الله" لكن ايران لم تساعد باتهاماتها الا في تعقيد الازمة وليس في...