الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كيف نساند الأهل الذين فقدوا أبناءهم نتيجة الانتحار؟

المصدر: "النهار"
كيف نساند الأهل الذين فقدوا أبناءهم نتيجة الانتحار؟
كيف نساند الأهل الذين فقدوا أبناءهم نتيجة الانتحار؟
A+ A-

يصعب علينا مواجهة قدر الموت وما يُخلّفه من حزن وغضب ونكران نتيجة فقدان شخص عزيز، فكيف إذا كان الموت نتيجة انتحار، وأن الشخص قرر أن يضع حدّاً لمعاناته وحياته إلى الأبد؟ يصعب على الأهل تقبّل هذه الخسارة، والأصعب التحدث بها في مجتمع تتحكّم به بعض التابوهات والمحرّمات والتقاليد.

"يختلف الحداد بين شخص وآخر، لكل شخص طريقته وأسلوبه في التعبير عن حزنه وغضبه وخسارته، إلا أن حداد الانتحار يختلف عن حداد الموت بشكل عام، فهو يتخذ منحى آخر"، هذا ما أوضحته المعالجة النفسية والمدربة والمشرفة في جمعية Embrace رنا سبيتي في حديثها لـ"النهار". صحيح أنه لا توجد قاعدة أو طريقة واحدة في الحداد، غير أن الموت نتيجة حادث سير أو مرض أو عوامل خارجية خطيرة يكون أسهل في وطأته على الأهل من الموت نتيجة انتحار".

تشير سبيتي إلى أن "لكل شخص أسلوباً في التعامل مع الموت، لكن هناك بعض الأعراض والمشاعر العاطفية يمرّ بها الشخص وأهمها:

* الغضب: يشعر الشخص بحالة غضب، إما تجاه الشخص الذي توفي أو تجاه نفسه، لا سيما إذا كان المتوفى أحد الوالدين وخلّف وراءه أولاداً ومسؤولية.

* الذنب: يشعر الشخص بالذنب، أسئلة كثيرة يطرحها ويعيش في هاجسها، على سبيل المثال "كيف لم أُلاحظ عليه أي أعراض تحذيرية؟ لم أستمع إليه؟ لو كان بإمكاني اتخاذ إجراءات استباقية؟ في هذه الحالة يشعر الشخص بالذنب على كلام قاله أو لم يقله.

* الخوف: يشعر بالخوف ويجد نفسه عاجزاً عن متابعة الحياة بدون الشخص المتوفى.

* عدم تقبّل الموت: يصعب عموماً تقبّل الموت بكل أشكاله، لكن تبقى هذه الصعوبة أكبر عندما يتعلق الأمر بالانتحار.

* حزن شديد

* العجز

* التخدير

* آلام جسدية: يقوم الشخص بردّات فعل مختلفة نتيجة الموت والانتحار، منهم من تكون ردات فعلهم فكرية، بعضها تطال الفيسيولوجيا، والبعض الآخر ردة فعل عاطفية.

من المهم أن نعرف، وفق سبيتي، أن "الموت يدفع بالشخص إلى البحث عن إجابات، ولكن في مسألة الانتحار يصعب على الشخص إيجاد الأجوبة، ما يزيد من صعوبة التعامل مع الحداد والموت، لأن الشخص اتخذ خيار إنهاء حياته.

كيف يمكن مساندة الأهل الذين فقدوا أبناءهم نتيجة الانتحار، ومساعدتهم على التعامل مع حزنهم وتخطي خجلهم الذي يشعرون به، بما أن الانتحار في لبنان يعتبر وصمة عار؟

قبل أن تقدّم النصائح، تلفت سبيتي إلى أن "الحداد والشعور بالذنب شعوران طبيعيان يمر بهما الشخص الذي فقد شخصاً عزيزاً، سواء أكان ابناً، أو أخاً أو زوجاً أو أباً أو صديقاً... لكن التعامل مع هذه المشاعر العاطفية كالغضب والنكران والحزن تختلف بين شخص وآخر، لذلك يبقى الأهم أن نقدّم النصائح والإرشادات لمساعدة الأهل لتخطي هذه المحنة والتعامل مع حزنهم بطريقة مختلفة مع الوقت".

تنصح المعالجة النفسية كل شخص مرّ بهذه التجربة أن "يتحدث ويعبّر عن كل ما يشعر به إلى شخص يثق به ويرتاح معه.

_ استرجاع الذكريات الجميلة مع الشخص المتوفى، والحديث عن لحظاتهم معه والجوانب الإيجابية من شخصيته.

_ يصعب نسيان طريقة موته، هذا الوجع لن يزول لكن ستختلف حدّته مع مرور الوقت.

_ مواصلة الأنشطة المعتادة التي كانوا يمارسونها قبل وفاة أبنائهم. علينا تشجيعهم على مواصلة الحياة واسترجاع حياتهم تدريجياً.

أما إذا كان الشخص لا يمارس أي نشاط، ننصحه باختيار شيء يُحبه ليكون بداية للانطلاق من جديد.

_ اهتموا بأنفسكم ولا تهملوها، ومن المهم المحافطة على دورة النوم والأكل المنتظم.

_ البحث عن الدعم العاطفي والاجتماعي عند أشخاص يثقون بهم. غالباً ما نلاحظ انسحاب الشخص وانعزاله اجتماعياً لأنه يخجل من فكرة الانتحار وما تسببه من وصمة عار على العائلة.

_ اللجوء إلى اختصاصيين وخبراء كمعالج نفسي أو طبيب نفسي أو جمعيات متخصصة تُعنى بهذا الشأن وتقدم العلاجات المناسبة وفق كل حالة.

وفي النهاية، تختم قائلةً: "من المهم أن يأخذ الشخص وقته في الحداد وكل الوقت الذي يستلزمه ليعيش حزنه ويتعامل مع هذه الخسارة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم