صباح السبت: "الصفدي الفدائي" وروح الثورة لا تموت... حكومة إنقاذ أو أنقاض؟
صباح الخير، إليكم أبرز مستجدات السبت 16 تشرين الثاني 2019:
مانشيت "النهار" اليوم جاءت بعنوان "انفجار سياسي واسع وأزمة التكليف بلا أفق".
لعل المفارقة الأكثر اثارة للتوقف عندها في التطورات التي شهدتها البلاد في الساعات الأخيرة تمثلت في تزامن مرور الذكرى الشهرية الأولى لانطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول الاحتجاجية الشعبية وأوسع انفجار سياسي حصل منذ انطلاقها وذلك غداة تسرّب اسم الوزير السابق محمد الصفدي مرشحاً لتأليف الحكومة الجديدة عن اللقاء الثلاثي الذي عقد في "بيت الوسط" ليل الخميس وضمّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وممثلي الثنائي الشيعي الوزير علي حسن خليل وحسين الخليل.
غضب الشارع في يومه الـ31... تابعوا "النهار" في تغطية مباشرة
هذه هي حال الطرق صباح اليوم الـ31 من "غضب الشارع"
في مقالات اليوم، كتب غسان حجار: مَن يكون رئيس الحكومة المقبل؟ لم يسمّ الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد الصفدي مرشحاً لرئاسة الحكومة بخلاف ما سرّبت جهة سياسية واضحة الاهداف، بل اجاب سائليه بأنه لا يمانع لكون الصفدي صديقاً وحليفاً. وأفاد "مستقبل ويب" في تسريبة ان "تيار المستقبل" لن يشارك في الحكومة المقبلة اذا كانت تكنو- سياسية.
وكتب أيضاً حجار: 17 تشرين الأول - 17 تشرين الثاني: شهر على انتفاضة الصحوة الوطنية. روح الثورة لا تموت، هي نفسها منذ اعوام بعيدة وقريبة. تجلّت قبل مدة في شكل واضح في العام 2005، وقبلها في تظاهرات العونيين، ومعهم "قوات" وكتائب واحرار ضد الوصاية السورية. الروح تتجدد. لا يهم الشكل والمتغيرات والمؤثرات. عدد يزيد هنا ويتراجع هناك، امر عادي. ان يدخل زعران على خط الثورة لتشويه صورتها، ليس مستغربا. ان يبادر البعض الى الشتم واهانة الناس في الطرق، تجاوزات تحصل مرارا وتكرارا في ازمنة الانتفاضات والثورات.
وكتبت سابين عويس: مفاوضات التأليف: حكومة إنقاذ أو حكومة أنقاض؟ وسط هرطقة دستورية غير مسبوقة أطاحت كل الاعراف المتبعة في مسار تأليف الحكومة، كشف النقاب عن اسم الوزير السابق محمد الصفدي ليكلف تشكيل الحكومة العتيدة، كنتيجة لما بلغته جوجلة الأسماء المقترحة بين الرئيس سعد الحريري وثنائية "حزب الله"- "أمل"، و"التيار الوطني الحر"، استباقا للمسار الدستوري القاضي بإجراء استشارات نيابية ملزمة تخلص الى تسمية شخصية وتكليفها تأليف الحكومة بناء على مشاورات غير ملزمة.
وكتب راجح الخوري: الصفدي الفدائي! لبنان بركة سياسية آسنة، والدولة مستنقع من الفساد والنهب، ولن يكون في وسع هذه الأمطار الغزيرة التي نزلت أمس، ان تجرف الوسخ المتراكم، ولا ان تشطف الدرج القذر، لكن كان في وسعها طبعاً، ان تقف الى جانب الثوار والمتظاهرين، فتساعدهم في قطع الطرق وسد المسارب ومنع المرور، وليس هنا من قوى مسلحة تستطيع ان تفرقهم، رغم اننا قرأنا ان الرئيس عون كان قد طلب من الوزير يوسف فنيانوس، ان يفتح الأقنية وينظف المجاري إستعداداً، ولكن كما نسمع في كل سنة : الحق على السماء التي تفاجئنا فتمطر بقوة لا بالتنقيط!
فيما جاء عنوان مقال روزانا بومنصف: الصفدي رئيساً محتملاً منذ ما قبل الانتفاضة! على ذمة مصادر وزارية، لم يطرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي كشخصية محتملة لرئاسة الحكومة في الايام الاخيرة، بل ان رئيس التيار العوني وزير الخارجية جبران باسيل اقترح على الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على اثر عودته من جولته الاميركية في ايلول الماضي التي لم تتوج بعقد اي لقاء مع اي مسؤول اميركي، ان يتم الذهاب الى حكومة جديدة برئاسة الصفدي او النائب فؤاد مخرومي.
أما علي حمادة، فكتب: إلى الصفدي: إياك والهدية المسمومة! لا يشك أحد في ان طرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي لترؤس الحكومة المقبلة قوبل ويقابل في الشارع برفض، وسوف تكبر كرة ثلج الرفض في اليومين المقبلين، حيث سيكون عنوان التحركات الكبيرة المنتظرة يوم الاحد رفض فرض اسم الوزير الصفدي، لترؤس حكومة "تكنو-سياسية" في الوقت الذي يطالب الشارع بحكومة اختصاصيين مستقلين بالكامل عن القوى السياسية، يرفضها "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" ويقبلها الرئيس سعد الحريري الذي يقابل تزكية قوى "التسوية الرئاسية" له رئيسا للحكومة بشرط ان تكون الأخيرة تكنوقراطية بالكامل، وان تمنح صلاحيات واسعة في الشأنين المالي والاقتصادي لادارة عملية انقاذ قيصرية يحتاج اليها لبنان.
وكتب أحمد عياش: "كلام صيني لعون... بالعربية". قد تظهر الايام ان الحوار الذي أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون الثلثاء الماضي مع سفراء المجموعة الدولية لدعم لبنان، ومع السفراء العرب، كان بطريقة مباشرة او غير مباشرة وراء الخرق المستجد في جدار الازمة الحكومية تكليفا وتأليفا. فمن خلال المعلومات عن هذين الاجتماعين يتبيّن خلافا لكل الضباب الداخلي الذي ساد مسرح الاتصالات منذ ذلك اليوم، ان العالم تكلم رغم اختلاف لغاته وبصورة مفاجئة مع الرئيس عون باللغة العربية، تفاديا على ما يبدو لأي سوء فهم قد ينجم عن الترجمة.
وكتبت منال شعيا: سوابق تاريخية في تأخير موعد الاستشارات النيابية الملزمة هل صودرت صلاحيات النواب في تسمية الرئيس المكلف؟ شهر على الثورة، والسلطة تحاول تمرير الوقت بمسكّنات لا بعلاج اساسي. 19 يوما على استقالة الرئيس سعد الحريري، ورئيس الجمهورية لم يدعُ بعد الى استشارات التكليف.
أما كلوديت سركيس، فكتبت اليوم: تكليفان لمحامين من نقيبهم في ملف استراحة صور... وتساؤلات. توكل 16 محامياً بموجب وكالة رسمية منظمة عند الكاتب العدل عن 16 موقوفاً في ملف استراحة صور في 19 تشرين الاول الماضي، واقترن هذا التكليف بموافقة الموقوفين أنفسهم. وبموجب هذه الوكالات المنظمة لمصلحة هؤلاء المحامين الذين هم في عداد لجنة المحامين المتطوعين عن المتظاهرين، سيحضرون إلى جانب 16 موقوفا خلال استجوابهم في الجلسة المقررة الثلثاء المقبل أمام قاضي التحقيق الاول في الجنوب مرسال حداد.
وأيضاً اليوم في "النهار": "ستاندرد آند بورز" تخفض تصنيف 3 مصارف تراجع تصنيف لبنان رهن بالمسار السياسي والإصلاحي. في خطوة كانت متوقعة، خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية تصنيف 3 مصارف لبنانية هي بنك عوده، بنك لبنان والمهجر، وبنك البحر المتوسط من B- الى CCC، بعد أسابيع من وضع الوكالة التصنيف السيادي للبنان قيد المراقبة لخفض محتمل.
وكتبت ليلي جرجس: أزمة المستشفيات تترنح بين مستوردي الأدوية و"المال". تدور أزمة القطاع الصحي في حلقة مغلقة. مستوردو الادوية ينتظرون أموال المستشفيات والأخيرة تنتظر وزارة الصحة التي تنتظر بدورها وزارة المال لتسديد المستحقات.
وكتب سركيس نعوم: النوّاب سيعزلون ترامب والشيوخ سيبقونه رئيساً إلّا... الشعب في الولايات المتّحدة مُنشغل حاليّاً باستحقاقَيْن بالغَيّ الأهميّة. الأوّل المحاكمة الرسميّة العلنيّة لرئيسها دونالد ترامب التي بدأها الكونغرس ذي الغالبيّة النيابيّة الديموقراطيّة يوم الأربعاء الماضي، والتي تهدف إلى عزله بقرار منه بعد ثبوت استغلاله سلطته للضغط على رئيس أوكرانيا كي يأمر بفتح تحقيق قضائي مع هانتر بايدن ووالده المرشّح الرئاسي جو حول فساد مزعوم في صفقات أجراها معها وفيها.
وكتب سميح صعب: أردوغان مُتغطرس في حمى ترامب وبوتين. نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حتّى الآن، في تقاسم سوريا مع أميركا وروسيا. بدأ عملية "نبع السلام" بضوء أخضر أميركي وواصلها باتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتمكن في النهاية من إقامة المرحلة الأولى من "المنطقة الآمنة" شرق الفرات، وألقى على الروس تبعة استكمال إبعاد "وحدات حماية الشعب" الكردية مسافة 32 كيلومتراً عن الحدود التركية، كي يتسنى له الانتشار على شريط يبلغ طوله 420 كيلومتراً.
الخَلْق والحرّيّة بقلم المطران كيرلّس سليم بسترس: "نؤمن بإله واحد آب ضابط الكلّ خالق السماء والأرض وكلّ ما يرى وما لا يرى". هكذا يبدأ قانون الإيمان المسيحيّ وفيه إعلان أنّ الله واحد، وأنّ هذا الإله الواحد هو الذي خلق الكون بأسره، بما في ذلك الإنسان. ويروي سفر التكوين أنّ الله خلق الإنسان "على صورته ومثاله". والحرّيّة هي من الصفات الإلهيّة. ولذلك هي أيضًا من مكوّنات طبيعة الإنسان.
وكتبت فاطمة عبد الله: ثلاثة مسرحيين عن مشهدية الثورة: الجذع اليابس فرَّخ واخضرَّ. سخرية القدر أن يقدّم رفعت طربيه مسرحيته "هاملت" ليل 17 تشرين الثورة. "كأنّ المسرحية تُستَكمل على الأرض"، يقول من دون أن يعلم شيئاً عن الضوء المتسلّل إلى الشباب والوطن. رجل مسرح آخر، هو رفيق علي أحمد، يدعو الى خشبات في المحافظات، وتبادل الآراء والأفكار. تستعيد رندا أسمر "المحكمة" في وسط بيروت، حين عُلّقت الطائفية على المشنقة وأُعدِمت.
وكتبت عبد الله أيضاً: شاشة - ريما حمدان عن "الاستفزاز والتضليل": لن أسكت. أولاً وآخراً ودائماً: التعرّض للزملاء مرفوض وإن اختلف الرأي. ترفض مراسلة "أو تي في" ريما حمدان تُهمة التضليل وتؤكّد نقل الصورة. تروي ما دفعها إلى فقدان السيطرة على النفس وردّ الشتيمة بالضرب. في رأيها، الحقيقة لا تُخفى. سطوعها يفرض ذاته. ماذا عن تعمُّد الاستفزاز؟ لا تعتقد أنّ أحداً سيزحف خلف الموقف المُحرج في الظرف الصعب. البعض يفعل.
أما هوفيك حبشيان فكتب: محمد زين الدين: كلّ موضوع ليس تراجيديا هو خطأ (فيديو) "امباركة" للمخرج محمد زين الدين فيلم مغربي بتفاصيله كافّة، ممعن في واقعية بلد وثقافة وناس يحاول السينمائي التعبير عنها بأمانة وصدق. تدور الأحداث على سيدة تُدعى امباركة (فاطمة عاطف) تمارس الطب الشعبي وهي معروفة باسم "الشافية"في بلدة مغربية تقع بالقرب من مصنع للفوسفات. امباركة هذه لديها ابن بالتبني اسمه عبدو (المهدي العروبي).
أما روزيت فاضل، فكتبت اليوم: نشيد" خبز الملائكة" لتوما الأكويني في مبنى "البيضة" غناء أوبرالي بخشوع ورجاء وإيمان بلبنان وثورة شبابه. لن تتغير ملامح ثورة 17 تشرين الأول، طالما تطعّم بمحطات عدة، منها وقفات ثقافية على مستوى رفيع. من هذه المحطات الرئيسية، أداء كل من الثنائي الأوبرالي كارل قشوع ونورا بدران في نشيد "خبز الملائكة"، "Panis Angelicus" أحد الأناشيد الخمسة التي كتبها القديس توما الأكويني، لعيد جسد مخلصنا يسوع المسيح، مع الاشارة الى ان الموسيقار العالمي سيزار فرانك وضع موسيقى هذا النشيد عام 1872 مجسداً معانيه بألحان عاطفية مفعمة بالوحي والموسيقى.
بعنوان موسم الزيتون من الكورة إلى مايوركا! كتبت هنادي الديري: أريج الذكريات "واصل لهون"، إلى مكتبي في وسط بيروت الشاهد على ثورة تُجسّد أكبر دليل على صفاء النفوس. ذكريات أيام "فرط الزيتون" في أرض والدي القُرويّة التي تحمل إسم "العرتوق". ذكريات اللقاءات الأولى والنظرات الواعدة، والإنكسارات المحتومة، و"يا جرصتي عرفت الضيعة كلّها إنّي بحبّو وبنطرو بالكزدار". وحواضر البيت التي نفرشها على العشب بعد ساعات "الفرط" الطويلة (مع التركيز على الفلافل التي يشتريها عمّي حنا من طرابلس الحبيبة).