الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صهيب قسم الباري، الرجل الذي زرع أشجار السينما (فيديو)

المصدر: "النهار"
صهيب قسم الباري، الرجل الذي زرع أشجار السينما (فيديو)
صهيب قسم الباري، الرجل الذي زرع أشجار السينما (فيديو)
A+ A-

يقتفي “التحدّث عن الأشجار” للمخرج السوداني صهيب قسم الباري، أثر مجموعة سينمائيين سودانيين كانوا من مؤسسي ما يُعرف بـ"نادي السينما السوداني". هؤلاء الأربعة، تتراوح أعمارهم بين العقدين السادس والثامن، جلّهم متقاعد أو معتكف عن العمل لأسباب خارجة عن إرادته. انهم إبرهيم شداد، منار الهيلو، سليمان محمد إبرهيم، الطيب مهدي. بعد سنوات، ها هم يجتمعون مجدداً لتحقيق حلم قديم: تأهيل دار للعرض في هواء الخرطوم الطلق، وافتتاحها، بعدما تحوّلت على مرّ الزمان إلى ما يشبه الأنقاض. كلّ السينمات التي كانت لها أيام عز في الخرطوم، اندثرت وأُقفلت وتعرّضت للإهمال، وثمة حاجة إلى بديل. الهدف من هذا كله: بثّ الثقافة السينمائية ونقل عدواها إلى الأجيال الجديدة في بلاد تعيش نوعين من القمع: الديني والعسكري. والقمعان على علاقة تواطؤ، أحدهما بالآخر، ولا يختلفان كثيراً على مستوى ارادتهما في المنع والحظر. كلاهما لا يريدان السينما لأنها أداة تخرج عن نطاق سيطرتهما. لذلك، تماطل السلطات المعنية في منح الاذن المطلوب لترميم السينما واعادة افتتاحها وشراء المعدات المطلوبة، مع العلم ان الصالة اسمها "سينما الثورة”.

الفيلم “صامت”، لا صخب، لا استعراض، لا عرض عضلات، لا ابتذال، لا توظيف لأشياء في غير مكانها. نصّ يمتاز بالكياسة، بالتواضع، بالسخرية اللاذعة التي تدخل القلب بلا استئذان. إلى درجة ان روح الشخصيات تتسلل داخلك ببطء. شخصيات فيها طرافة وعمق وثقافة، ولكن نتعلّق بها لسبب بسيط: الصدق الذي يسردون فيه معاناتهم والصدق الذي يصوّر فيه المخرج ذلك. ولعل أجمل ما في الفيلم انه لا يسيس الأشياء حتى وإن كانت السياسة في كلّ مكان. عندما يُنتخَب عمر البشير لولاية جديدة بنسبة ٩٤،٥ في المئة، نرى هذا الحدث من خلال قناة تلفزيونية تبثّه. يحاول الفيلم تقديم مسح للبؤس السياسي من خلال الإنسان ومن خلال الصداقة التي تربط السينمائيين الأربعة بعضهم ببعض، ومن خلال الأشياء الجميلة التي تعيد اليهم الأمل، وفي صدارتها السينما. ولأن الأشياء بديهية لا تحمل أي لبس، يترك الفيلم لنا حرية الاستنتاج.

“التحدّث عن الأشجار" يحمل براءة ما، براءة صناعة فيلم وبراءة مشاركته مع الآخرين. يتخذ موفقاً من كلّ شيء، ولكن لا يعلنه بسذاجة، بل يدعنا نكتشفه لقطة بعد لقطة، وفي هذا النمط قوة وعمق وصدق.

بعد عرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي الأخير (شباط ٢٠١٩) حيث فاز بجائزة أفضل وثائقي وجائزة الجمهور ضمن فقرة “بانوراما”، يستكمل الفيلم - الاكتشاف، جولة دولية في مختلف أنحاء العالم، وقد أُسنِدت اليه أخيراً جائزة “أفضل وثائقي” في كلا من مهرجان الجونة ومهرجان قرطاج. بهدف اعادة الاعتبار إلى هذه الموهبة الاستثنائية، أجرت “النهار” اللقاء الآتي مع صهيب قسم الباري لتناول ظروف صناعة هذا العمل الهام على أكثر من صعيد، في بلاد يقول عنها ان السينما فيها أكثر شعبيةً من كرة القدم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم