السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

معلّمو اليابان الكبار وموجة كاناغوا العالية

باريس- أوراس زيباوي
معلّمو اليابان الكبار وموجة كاناغوا العالية
معلّمو اليابان الكبار وموجة كاناغوا العالية
A+ A-

يقام حاليا في "مركز كومون الفني" في مدينة إكس أون بروفنس في الجنوب الفرنسي معرض استثنائي عنوانه "معلّمو اليابان الكبار"، يضم روائع من الفن الياباني القديم. أنجزت هذه التحف في مدينة إيدو التي أصبح اسمها لاحقا طوكيو، خلال مرحلة امتدت من عام 1600 إلى عام 1867 وكانت فيها اليابان دولة مغلقة على نفسها كما أن مواطنيها كانوا ممنوعين من السفر. غير أن هذه العزلة لم تؤثر في الابداع الفني بل على العكس أنجبت اليابان في تلك المرحلة مبدعين كبارا تمتعت أعمالهم لاحقا، وبعد انفتاح اليابان على الغرب منذ القرن التاسع عشر، بشهرة عالمية وتركوا أثرا واضحا على رواد الحداثة الأوروبية ومنهم فان غوغ ومونيه وتولوز لوتريك ودوغا وبالتوس.

تطالعنا في المعرض مئة وخمسون لوحة منفذة بتقنية الحفر التي برع فيها اليابانيون وبعضها أنجزها فنانون كبار من أمثال أوكوساي وهيروشيج وأوتمارو. تحضر الطبيعة بقوة في هذه الأعمال كما يحضر الانسان فيها كظل من ظلالها، وذلك لتبيان عظمتها من جهة وخوف الانسان من عناصر الطبيعة واندهاشه بها من جهة أخرى.

هناك لوحات كثيرة يقتصر العمل فيها على المشهد الطبيعي فحسب. في هذا الإطار نشاهد أعمالا خالدة للفنان أوكوساي الذي عاش بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، منها اللوحة الشهيرة التي تمثل الموجة العالية وفي خلفيتها جبل فوجي وعنوانها "الجانب الاخر لموجة كاناغاوا العالية". هذه الموجة وصلت الى الغرب في القرن التاسع عشر من خلال الكتاب الذي عرّف به الكاتب الفرنسي إدمون غونكور بالفنان أوكوساي والفن الياباني وكان هذا الكتاب مدخلا إلى هذا الفن الذي ترك أثرا كبيرا على الفنانين الطليعيين كما أشرنا.

من موضوع الطبيعة الى مشاهد من الحياة اليومية المتمازجة مع الطبيعة تمثلت في المعرض من خلال أعمال هيروشيج، منها لوحة تمثل سبعة أشخاص يجتازون جسرا تحت الأمطار. للفنان نفسه نرى أعمالا تمثل مشاهد حربية أو أشخاصا يحتفلون بأشجار الكرز المزهرة.

أما الفنان أوتمارو فيركز على حضور الأشخاص من خلال حركات ثابتة وموحية. من أجمل أعماله لوحة الأم الجاثية أرضا والممسكة بشالها الذي يغطي القسم الأكبر من وجهها بينما يتكئ طفلها الصغير عليها وفي يده اليسرى مروحة. بالإضافة الى هذه المواضيع، نشاهد أيضا محفورات تجسد ممثلين من مسرح الكابوكي الشهير ومن سكان المدن، ونساء يرتدين الكيمونو، الزي التقليدي الياباني، وفي أيدي بعضهن مرايا، وبعضهن الآخر تحمل أوراقا وقطعا من الأقمشة عليها خطوط كتبت باليابانية ورسوم.

خصصت إحدى قاعات المعرض لأعمال فنية تقترب من الحياة العاطفية الحميمة وتجسد مشاهد إيروتيكية بالصورة التي تمت معالجتها في القرن الثامن عشر وتزاوج بين الإفصاح والإخفاء، اللباس والعري.

جميع اللوحات المعروضة هي من مجموعة خاصة تعود الى البولوني جورج ليكوفيز، وتعد اليوم إحدى أهم المجموعات الخاصة للفن الياباني في العالم كما أنها تشارك في معارض المتاحف ومنها متحف غيميه للفنون الآسيوية في باريس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم