الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موسم الزيتون من الكورة إلى مايوركا!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
موسم الزيتون من الكورة إلى مايوركا!
موسم الزيتون من الكورة إلى مايوركا!
A+ A-

أريج الذكريات "واصل لهون"، إلى مكتبي في وسط بيروت الشاهد على ثورة تُجسّد أكبر دليل على صفاء النفوس. ذكريات أيام "فرط الزيتون" في أرض والدي القُرويّة التي تحمل إسم "العرتوق". ذكريات اللقاءات الأولى والنظرات الواعدة، والإنكسارات المحتومة، و"يا جرصتي عرفت الضيعة كلّها إنّي بحبّو وبنطرو بالكزدار". وحواضر البيت التي نفرشها على العشب بعد ساعات "الفرط" الطويلة (مع التركيز على الفلافل التي يشتريها عمّي حنا من طرابلس الحبيبة). البحر الأبيض المتوسط "بإمّو وأبو" يحتفل حالياً بموسم حصاد الزيتون، وعطر مشاهِد الصبا "واصلة لهون"، إلى مكتبي فيما أحوّل ذكرياتي أرجوحة ترنّحت عليها أيامي الأولى، هناك في قرية دده القائمة في الكورة. قرية مارست السحر باكراً على أحلامي المُطّعمة بالزيتون ومشتقّاته...والقليل من زيت زيتون "النيّ" فوق المنقوشة بصعتر "بتردّ الروح" التائهة في رواق قصص الحب الأولى. وما أكثرها قصص!

وقد سمحتُ لنفسي بأن أحلم بالسفر يوماً ما إلى جزيرة مايوركا الإسبانيّة التي تحتفل سنوياً في الـ17 من الجاري بمهرجان الزيتون في قرية كايماري المُلقّبة بقرية الحجر لما تحتويه من منازل حجريّة قديمة. سمحتُ لنفسي بأن أوسّع نشاط ذكرياتي لاسيما تلك التي لم أصنعها بعد. أريدها أن تشمل عشرات البلدان التي تحتفي بالزيتون الذي نطعّمه ببعض إضافات لتكون نكهته أكثر ثراءً (وكأن الزيتون يحتاج إلى إضافات ليكون أكثر مُخمليّة!). وأول تلك البلدان جزيرة مايوركا، "ما حدن يسألني ليش". عشرات الأكشاك تعرض الزيت في كل أحجامه ونكهاته في الفسحة المُخصّصة للاحتفاء بالزيتون. وكم من قصّة حُب ستولد هذا النهار. قرية كايماري تُغازل أيضاً زيت الزيتون الذي يستخرجه أبناء القرية متوسّلين بالأحصنة أثناء عمليّة سحق الزيتون في المطحنة. هُناك سأقطف الذكريات التي لم أصنعها بعد، بعد "فرط" أحلامي القديمة. أنه موسم حصاد الزيتون في كل الأماكن، لاسيما في موطن ذكرياتي...وهذا الأحد في قرية كايماري الإسبانيّة.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم