الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فلينتخب المحامون هذا الأحد نقيبًا جسرًا جَسورًا سيّدًا حرًّا مستقلًّا

عقل العويط
عقل العويط
فلينتخب المحامون هذا الأحد نقيبًا جسرًا جَسورًا سيّدًا حرًّا مستقلًّا
فلينتخب المحامون هذا الأحد نقيبًا جسرًا جَسورًا سيّدًا حرًّا مستقلًّا
A+ A-

الآن، هو زمن الحاجة الماسّة إلى نقابةٍ للمحامين، حرّةٍ، سيّدةٍ، مستقلّةٍ، ساهرةٍ على العدل، شاهرةٍ لقَسَم الحقّ، مُنافِحةٍ عن القانون، مدافِعةٍ عن الحرّيّة (الحرّيّات)، محتضِنةٍ للأحرار، فاضحةٍ للظلم، كاشفةٍ للجريمة، مسمّيةٍ للمجرمين، مندِّدةٍ بسياسة الصفقات والمحاصصات، رافضةٍ لاستمرار دولة الاعتداء على الدستور.

بعد غدٍ الأحد، هو الموعد لانتخاب نقيبٍ جديد وأربعة أعضاء، وهذه فرصةٌ تاريخيّةٌ (في 17 تشرين الثاني بعد شهرٍ من اندلاع الثورة في 17 تشرين الأوّل 2019) لإخراج نقابة المحامين نهائيًّا من منطق التسويات والتحالفات والترتيبات السياسيّة والحزبيّة والطائفيّة والمذهبيّة.

بعد غدٍ الأحد، يليق بنقابة المحامين أنْ تكون جديرةً بالوجدان الجمعيّ للناس، وأنْ تكون على سويّة الثوّار، والمتمرّدين، والأحرار، وأنْ تكون أمينةً لأحلام الفتيات والفتيان الأشاوس، الطلّاب والتلامذة والأساتذة، الفقراء، الجوعى، المرضى، العاطلين عن العمل، الشغّيلة، الشعراء، رافضي الخنوع للطبقة السياسيّة، والخارجين على الانتماءات الصغيرة والحسابات الصغيرة.

بعد غدٍ الأحد، لن يكون الوقت لدى المحامين، وقتَ أحزابٍ وتيّاراتٍ وطوائف ومذاهب. بل وقت التذكير بالتاريخ النضاليّ الحرّ والعظيم لهذه النقابة، في مراحل دقيقة وحسّاسة وحاسمة من حياتنا الوطنيّة.

إنّه وقت القتيل الذي ينتفض على قتله القسريّ، وعلى موته الطوعيّ.

أيّها الثوّار الأحرار،

اطلبوا من المحامين بعد غدٍ الأحد أنْ ينتخبوا، وأن يختاروا بين أنْ يكونوا جزءًا من مفهوم السلطة السياسيّة، والطبقة الحاكمة الفاسدة، وبين أنْ يكونوا أسياد أنفسهم وأسياد ضمائرهم وأسياد نقابتهم.

اطلبوا منهم أنْ يكونوا أمناء لتاريخ نقابتهم العريق والعريق جدًّا، وأنْ يكونوا محامين فقط لا غير؛ أي أنْ يكونوا محامين، لا عنكم تحديدًا (وهذا شرفٌ لهم)، بل عن الحرّيّة مطلقًا، وعن الحقّ مطلقًا، وعن القانون مطلقًا، وعن دولة القانون المدجَّنة، الواقعة تحت المقايضة والمساومة والبيع والشراء، بل الواقعة تحت الإرهاب المادّيّ والمعنويّ، المغيَّبة والمصادَرة أبدًا ومطلقًا.

أيّها الثوّار الأحرار،

بعد غدٍ الأحد، يذهب المحامون إلى صندوق الاقتراع، لتجديد نقابتهم وانتخاب نقيب جديد.

اطلبوا من المحامين أنْ يستعيدوا مجد نقابتهم الغابر، وأنْ يثوروا على اللعبة السياسيّة، أنْ يتمرّدوا عليها، أنْ يرفضوها، وأنْ يقلبوا طاولتها.

احرجوا ضمير المحامين أمام صندوق الانتخاب، ووراء الستارة.

انظروا إليهم عينًا بعين، وخاطِبوا ضمائرهم، قائلين لهم: نحن نراقبكم. وسنحاسبكم. فلا تقترعوا بعد الآن، وخصوصًا في هذه اللحظة التاريخيّة، لانتخاب نقيبٍ وأعضاء وفق التسويات والمقايضات السياسيّة والحزبيّة الرخيصة.

لا تنتخبوا للنقابة حزبيّين ينصاعون لحاجات أحزابهم ومصالح قادة أحزابهم، على حساب الحقّ والكرامة والقانون والعدل.

ولا تنتخبوا مَن لا لون له ولا طعم ولا رائحة.

فلينتخب المحامون مجلسًا للنقابة، ونقيبًا، لا ينتمي إلى أيٍّ من أحزاب هذه السلطة.

ولينتخبوا نقيبًا له تاريخه في مدّ جسور المواطنة، وفي النضال المدنيّ، والإنسانويّ، والقانونيّ، ومَن يطمح ليكون فرحَ إقدامٍ وجسارةٍ وعطاء، وصوت الثوّار، ولسانهم، ويدهم، وقلمهم، وضميرهم، وعقلهم، وحجّتهم، وحلمهم الثوريّ.

فلنُعطَ بعد غدٍ الأحد نقيبًا وأعضاء منتخبين على وقع الثورة، ولنُعطَ نقابةً ثوريّةً، سيّدةً، حرّةً، كريمةً، ومستقلّة.

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم