الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في وداع الشهيد علاء أبو فخر... رحل مسلّماً شعلة الانتفاضة إلى الثوّار

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
في وداع الشهيد علاء أبو فخر... رحل مسلّماً شعلة الانتفاضة إلى الثوّار
في وداع الشهيد علاء أبو فخر... رحل مسلّماً شعلة الانتفاضة إلى الثوّار
A+ A-

للمرة الأخيرة حضر علاء أبو فخر إلى بلدته الشويفات، لكن هذه المرة جسداً بلا روح، داخل نعش لفّ بعلم وطنه الذي ثار من أجله، وإذ به يخسر حياته بطلقة نارية، ليرتقي شهيداً أمام عيني ولده وزوجته.

ساعات الوداع الأخيرة لم تكن سهلة على كل من عرفه، فكيف بوالدته وزوجته التي لم تفارق يدها يده. ولداه حضرا جنازته، ألقيا نظرة الوداع على من كان عكازهما في الحياة قبل أن تكسرها رصاصة وتجبرهما على إكمال طريقهما من دون سندهما.

حشد غفير

الشويفات اليوم كانت مقصداً للبنانيين الذين زحفوا من مختلف المناطق لتقديم واجب العزاء بشهيد الانتفاضة، في عرس وطني، زفّوه إلى مثواه الأخير، بمشاركة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، والوزراء مروان حمادة، غازي العريضي ووائل ابو فاعور... على وقع النشيد الوطني وشعارات الثورة أقسموا على إكمال طريق الانتفاضة حتى النصر، مؤكدين أن دماء الشهيد لن تذهب هدراً، لا بل على العكس زرعت فيهم روح العزيمة والإصرار على تحقيق كامل المطالب التي من أجلها ثار علاء.


قهر كبير

على رغم الضجيج الذي ملأ الأرجاء، حاولت زوجة علاء أن تسرق آخر اللحظات بينها وبين شريك حياتها، لم تترك يده لحظة، حاولت أن تُشبع عينيها منه، لامست وجهه بين الحين والآخر، ومن قلبها ناجته، علّه يسمعها للمرة الاخيرة، مقسمة له بأن تبقى على الدرب الذي رسمه؛ كذلك حال والدته الثكلى التي فقدت فلذة كبدها في غفلة، أما ولداه فحضرا محمولين على أكتاف الحشود، حاولا بكل ما أوتيا من قوة أن يحبسا دموعهما ومع هذا خانتهما، فكيف لهذين الصغيرين أن يتحملا كل هذا الوجع وصورة والدهما المدد داخل نعش؟! فللمرة الأولى لا يحدثهما ولا يلاعبهما ولا يلتقط الصور معهما... هو القهر الذي تسلل إلى عائلة أبو فخر، حرم ثلاثة أولاد من حضن والدهم، يتّمهم وهم في أمسّ الحاجة إليه.

خسارة لا تعوّض

دقت الساعة الواحدة والربع من بعد الظهر، حُمل نعش علاء على الأكتاف ليوارى في الثرى، دُفن الشهيد جسداً، إلا أن روحه ستبقى بقلب كل من عرفه، وقد أكّد النائب تيمور جنبلاط خلال التشييع أن "ليس لنا سوى الدولة التي ناضل من أجلها علاء"، مضيفاً "نلجأ إلى العقل ونرفع نداء من الشويفات مع جميع اللبنانيين لنقول إن القضاء العادل المستقل ينصف دماء علاء"... ومع هذا لا شيء بإمكانه أن يعيد علاء إلى حضن عائلته، وأن يعيد معه الأمان الذي كان يجسّده، ولا شيء بإمكانه أن يمحي المشهد المروّع من ذاكرة ابنه الذي رأى والده غارقاً بدمه، لا لذنب ارتكبه إلا لانه انتفض على فساد حكام وطنه. 

تسليم الشعلة

كلمات علاء وكتاباته في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ستبقى محفورة في القلوب، منها "الاستخفاف بأبناء مدينة الشويفات. مدينة العلم والنور. مدينة الشهداء والأبطال. مدينة العيش المشترك. مدينة التلاقي. مرفوض من صبية هذا الزمن الرديء. مدينتنا ثورة وثروة" و"فلتقرع الطناجر لنهزّ عروشهم، وتقطع الطرقات لتقطع أنفاسهم"... يوم استشهاد علاء لن يكون كما قبله، فلم يترك الشهيد شعلة الانتفاضة بل سلّمها إلى الثوار ليكملوا درب العزّة والكرامة الذي بدأه.







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم