لو نفَّذت حكومات سابقة القرارات لما انتفض الشعب اليوم

أسوأ عادات السلطة في لبنان التي جعلت ثقة الناس مفقودة بها هي في أنّها تقول ما لا تفعل، وتَعِد بما لا تفي به. تقول إنّها ستعمل كذا وكذا، وقد سئم الناس سماع ذلك ولا تعمل شيئاً، فبات الناس يتوقون إلى سماع القول منها عملتُ كذا وكذا ليروا بعيونهم ما يسمعون بآذانهم، وإلّا لما كان في لبنان أزمة كهرباء وأزمة نفايات وعجز في الخزينة وأزمة اقتصاديّة مالية مُتفاقمة، ومكافحة الفساد أصبحت أنشودة على كل لسان... ورفع الحصانات والسريّة المصرفيّة مسرحيّة بل مهزلة. فلو أنّ السلطة نفّذت توصيات الهيئات الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة في العام 2002، لما كانت الأوضاع ساءت في العام 2019 وانتفض الشعب في الشارع.لقد حذَّرت الهيئات الاقتصاديّة في مؤتمر صحافي عقدته في العام 2002 من "خطورة ما ستؤدّي إليه الأوضاع إذا استمرّت الخلافات السياسيّة بين أهل الحكم، والتي بدأت تؤثِّر سلباً على النشاط...