الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ابن الشهيد علاء أبو فخر يصرخ "بابا بابا"... كيف يتخطى استشهاد والده أمام عينيه؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ابن الشهيد علاء أبو فخر يصرخ "بابا بابا"... كيف يتخطى استشهاد والده أمام عينيه؟
ابن الشهيد علاء أبو فخر يصرخ "بابا بابا"... كيف يتخطى استشهاد والده أمام عينيه؟
A+ A-

هزّ صراخ ابن الشهيد #علاء_أبو_فخر قلوب المئات ليل أمس، بكاؤه ومناداته "بابا بابا" أبكتنا جميعاً، ما رأته عيناه يصعب محوه، دماء والده واستشهاده أمامه قتلَ شيئاً بداخلنا لا يمكن تفسيره. يدا والدته التي تحاول حجب فظاعة المشهد أمام ابنها، يكسرك، يحرق قلبك، وتتمنى في تلك اللحظة أن تكون هذه الصورة غير حقيقة. ليس علاء وحده من سقط في تلك الرصاصة، بل ابنه وزوجته اللذان سقطا أيضاً، ويعيشان اليوم "ميّة موتة بكل لحظة". 

ما جرى بالأمس من احتجاجات وتحركات وغضب شعبي في مكان، وما شهدته خلدة في مكان آخر، أيقظت هذه الحادثة أوجاع اليتم والحرمان عند كثيرين، طفولة ابنه كبُرت فجأة، صدمة نفسية يصعب احتواؤها، والجرح الداخلي سيبقى محفوراً في داخله، والشفاء منه يتطلب وقتاً طويلاً. مشهد علاء غارقاً بدمائه يصعب نسيانه، هذه المخيلة التي تغتالنا أحياناً بذاكرتها القوية، فإذا كانت حالنا نحن الكبار مع هذه الصدمة قاسية وموجعة، ماذا نقول عن ابنه الذي رأى بأمّ عينيه استشهاد والده؟ ما هي الآثار النفسية التي ستتركها هذه الحادثة في حياته؟ وكيف يمكن أن نُجنّب أولادنا هذه المأساة في مثل هذه التحركات؟

توضح الاختصاصية النفسية والمتخصصة في الشؤون العائلية ديما أياس لـ"النهار"  أنه "قد يتعرّض الأطفال والمراهقون إلى صدمة نفسية في حياتهم. وتشمل هذه الصدمة التحرش الجنسي، العنف المنزلي، حادث سير خطراً، أو عنفاً اجتماعياً كإطلاق النار. ألم نتأثر جميعنا بالفعل العنفي الذي حصل في خلدة بالأمس؟ وجود عمر ابن الشهيد علاء أبو فخر، جعل الوجع أكبر وأصعب. سؤال واحد تبادر إلى أذهان كثيرين، كيف سيعيش هذا الطفل بعد أن رأى والده يموت أمام عينيه؟".

وفق أياس، "أن تشهد على صدمة تتهدد حياة من تحب تُعتبر من أصعب الصدمات التي يمكن التعامل معها، وتنتج عنها مشاعر قوية حيث يختبر الطفل الهلع والخوف والعجز، بالإضافة الى أعراض جسدية مثل دقات قلب سريعة، التقيؤ والصداع، والتي قد تستمر لوقت طويل بعد الحادثة. ولكن من المهم جداً أن نعرف أن التدخل الحكيم والفعّال من شأنه مساعدة الطفل على الشفاء والخروج من هذه الصدمة" . 

وترى أياس أن الأطفال الذين عاشوا اضطراباً ما بعد الصدمة، قد يُعيدون اختبار هذه الصدمة مرات عدة في أذهانهم، لذلك إليكم  بعض العلامات التي يجب مراقبتها خلال الأسابيع المقبلة بعد الحادثة:

* زيادة التفكير في الموت

* اضطرابات في النوم

* تغيير في عاداته الغذائية وقلّة الشهية

* حالة الغضب

* مشكلة في التركيز 

* تراجع في التحصيل المدرسي

* الحزن 

* الحركة المفرطة 

وتشدد أياس على أن "الدعم العائلي يعتبر المفتاح الأساسي للتخفيف من وطأة الصدمة والتقليل من آثارها النفسية على حياة طفلهم. ولكن كيف يمكن للأهل مساعدة ابنهم في هذه المرحلة؟ 

تنصح أياس بـ:

- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره والتأكد من صحة ما يشعر به.

- الإجابة على أسئلته بشفافية وصدق وانفتاح

- طمأنة الطفل وتأمين بيئة آمنة له. 

- محاولة العودة إلى الروتين اليومي في أقرب وقت ممكن.

- التحدث إلى اختصاصي في الصحة النفسية حسب حاجة الطفل من خلال الاستعانة باختصاصية في العلاج السلوكي او العلاج العائلي. وهذا النوع من العلاج يساعد الطفل على تخطي آلامه النفسية والجسدية ويقدم يد العون له للخروج من هذه المحنة . 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم