أرشيف "النهار" - الخط الاقتصادي الساخن

نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه ميشال مرقص في "النهار" بتاريخ 27 حزيران 2005، حمل عنوان "الخط الاقتصادي الساخن".يفضل بعض شهداء الوطن ان يكون نقطة النهاية في سجل الشهادة، ايذانا بقيامة الوطن، وبعض الاحياء يبحث ان يصير حلما جديدا في السجلّ فلا تتوقف التضحيات بالدم فعلا لا قولا، وتستمر قوافل الشهداء. هذه هي الحكاية بين استشهاد سمير قصير واستشهاد جورج حاوي، ويشير المطلعون الى ان لائحة الانتظار طويلة. واذا كان "اعداء الوطن" هم الذين وراء هذه الاغتيالات، وفق كلام رئيس الجمهورية، فانسحاب فعل القول هذا، الى كل الاغتيالات، بدءا بالزعيم كمال جنبلاط وانتهاء بحاوي، مرورا بالرؤساء بشير الجميل ورينه معوض ورشيد كرامي ورفيق الحريري والاقطاب الآخرين الكثر، يقلب موازين الصداقة والعداء ويغير حتما في المعالجة بينهما ويؤكد اقتناعا شبه ثابت لدى اللبنانيين حول هوية الجهة، او الشبكة المترابطة التي عجزت الاجهزة الامنية اللبنانية، على كثرتها وتعددها وتنوعها وما تستنزفه من اموال عامة مقتطعة من لقمة المعوزين، عن اختراق هذه الشبكة.لا مجال للشك في ان الدماغ الفحمي المخطط والمنفذ لعمليات الاغتيالات المتتالية هو جهنمي التفكير وعزرائيلي الموائد وقاييني الرغبة، وهو تاليا في اصطياده للشهداء، وان كان يروي استقلال الوطن وحريته وسيادته بدمائهم، يهتك – وان مرحليا – استقرار هذا الوطن الذي عانى طويلا على طريق الجلجلة وفي افياء كربلاء. من هنا يصير اتهام الرئيس لاعداء لبنان صحيحا، ليس لمن هم في الظاهر اعداء فحسب، بل وايضا لمن هم في الظاهر اصدقاء اذا كانوا يستبطنون العداوة. لا اذكر اي فيلسوف قال لنيرون: يمكنك ان تهدم ما تريد من المدن وتحرقها وتقتل من تريد من الناس باستثناء واحد. ولما الحّ نيرون ليعرف من هو هذا المجهول، اجابه الفيسلوف: انه الذي سيقتلك ليحل محلك!.كل هذا الاطار السوداوي عاد لينعش ذاكرة اللبنانيين بالمآسي التي عرفوها منذ خريف عام 2004 وحتى الان، وهم على عتبة...