أهلاً بكم في لبنان الجديد

غبار الأزمة النقدية والمالية يحجب عن اللبنانيين الرؤية الواضحة لمستقبل بلدهم، مستقبله الاقتصادي على الأقل. إنهم، على العموم، لا يعرفون ما إذا كانت الظواهر المصرفية والنقدية التي تلاحقت في الأسابيع الأخيرة هي أحداثٌ عابرة في تاريخهم أم أنها بداية تاريخ جديد، ونظام جديد.التطوّرات المذكورة لا توحي بأنها من فصيلة الأحداث الطارئة، التي نتجت من ظروف موضعية، تستمرّ أياماً أو أشهراً ثم تزول. نظام لبنان الاقتصادي في مطلع المئوية الثانية من عمر البلد يختلف اختلافاً كبيراً عن نظام المئوية الأولى التي تنقضي في نهاية الصيف المقبل.لن ينفع الإنكار في طمس الحقيقة المؤلمة. لقد أصبحت حركة الرساميل مقيّدة، وفقدت عمليات تحويل العملات الحرية التي كانت تتمتّع بها، وأسوأ من ذلك، باتت التحويلات المالية من الخارج شحيحة ومقتصرة على مساعدات غير المقيمين لعائلاتهم في الوطن الأم، فلا استثمارات ولا مساهمات خارجية في مشاريع لبنان، إلا إذا حظيت الدولة أحياناً...