"ثوّار" يرسمون "حكومة جديدة" على عدد "النهار" الأبيض

ثلاثة عناصر: "الثوار"، عدد "النهار" الأبيض، القلم. سؤال واحد: اكتب على عدد "النهار" الأبيض اسم شخصية ترى فيها خير تمثيلٍ لك عبر توليها حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة. هدف واحد: الاضاءة الرمزية على انطباعات الشارع وصوته والاحتكام اليه كعنصر مساهم في تشكيل حكومة جديدة على قدر تطلعاته. انطلاقاً من النقاط المحدّدة، جالت "النهار" مدى أيام في ساحات انتفاضة وسط بيروت، في مبادرة رمزية، وقابلت عينات من المنتفضين الذين بدا جلياً أن المسبّبات التي تدفعهم الى افتراش الساحات متنوّعة، الا أنها تصب في لبنانٍ واحد.ويتراءى لمن ينتقّل بين الأرصفة والخيم المنصوبة أن هناك "كوكتيلاً" من الأفكار والطروح والأحلام التي ترشّ كثيراً من الأمل فوق مشاعر الاحباط والتيه المعششة في زوايا الساحات، وهذا ما بدى مرسوماً على وجوه بعضٍ ممّن قابلتهم "النهار"، إذ عبّروا بوضوح عن خذلان وعدم ثقة بأي شخصيّة يمكنها أن تشكّل خير تمثيلٍ لهم إذا ما حملت في يدها حقيبة وزارية. ويأتي تخصيص الحديث عن هذه الفئة أوّلاً، ليس من باب القول إن البلاد "خليت وخربت" من الأوادم، بل لإبراز كمّ الأذى المعنوي الذي ألحق بالشعوب اللبنانية مدى عقود، وهو ما دفع ببعضهم الى التخلّي عن مفهوم يكاد يكون الأهمّ في العلاقات الانسانية والمجتمعية والوطنية، هو مفهوم الثقة. لم يتردّد هؤلاء في الإجابة الخاطفة، المطعّمة بابتسامة رقيقة أو حركة ايمائية باردة في الرأس...