انتشار الذباب والبعوض يفجّر أزمة في مصر

أزمة عنيفة يعيشها المصريون مؤخراً، بسبب الشكاوى المستمرة من انتشار الذباب والبعوض خلال الأيام الماضية وفشل كل المحاولات في مواجهتهم وسط محاولات من المسؤولين للقضاء عليه.

ودشن مصريون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة الحكومة بسرعة التدخل من أجل مواجهة الذباب والبعوض المنتشر بشكل كثيف مؤخراً، على غير العادة في مثل تلك الفترة من العام.

وهاجمت أسراب من البعوض والحشرات مناطق متفرقة من محافظات الإسكندرية والمنوفية والدقهلية والبحيرة وشمال سيناء والعريش، على مدار الأيام الماضية ما تسبب في حساسية وحكة مستمرتين، لكثيرين نتيجة لدغاتها، فيما أعلنت المحافظات بدء حملات رش المبيدات الحشرية لمواجهتها.

من جانبه أكد الدكتور محمود عمرو، أستاذ الطب البيئي في القصر العيني، ورئيس لجنة السمّيات بأكاديمية البحث العلمي، في تصريح لـ"النهار"، أن انتشار الذباب في الشارع المصري مرتبط بعدة عوامل على رأسها انتشار القمامة التي تعد بيئة خصبة لتكاثر الذباب، مؤكداً أن الذبابة الواحدة تلد قرابة 4 ملايين بيضة في الأسبوع، وعدم وجود خطة لمواجهة تكاثر الذباب.

وأضاف رئيس لجنة السمّيات، أن أحد أبرز أسباب الانتشار كانت دخول أنواع جديدة من الذباب مع الرياح الجنوبية القادمة من السودان، وخطورة تلك الأنواع الجديدة وقدرتها على تحمل الظروف الصعبة والتكاثر والمعيشة في البيئة الجافة، ولا توجد وسيلة لمواجهتها حتى الآن خاصة أن طرق الحماية الطبيعية من الذباب، والمعروفة بأكلات لحوم الحشرات، مثل السحالي والضفادع، لم تعد موجودة.

وأكد الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيّرات المناخية بمركز البحوث الزراعية في مصر، أنه من المتعارف عليه وجود حركة غير طبيعية للذباب بين المواسم، لكن غير الطبيعي هو الكثافة التي يُوجد فيها، مشيراً إلى أن السبب في ذلك هو التغير المناخي، قائلاً: "السبب في انتشار الذباب هو ارتفاع التذبذبات الحرارية ما بين الليل والنهار، مع وجود رطوبة عالية، وهذا يزيد من نشاط الحشرات في ظروف مناخية معينة"، مؤكداً أن الفترة الزمنية الحالية تشهد زيادة في النشاط لدى الذباب وانخفاضاً في تكاثره.

وأوضح أستاذ التغيرات المناخية، أن الأمطار المبكرة في الخريف من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة في نشاط غير اعتيادي للذباب.