لا أستطيع إلا أن أكون مُنصتاً مُبصراً ولساناً بالحق ناطقاً

مررتُ المقابرَ

لتفقد حياة الموتى

اِنتفض أحدهم

اِستجابت القبور الأخرى

كُلٌ توشح كفنه الأبيض

ما يجري على الأرض؟

كان سؤالهم،

أتعلمون ما لا نعلم ، قلت؟

قالوا:

كانت القبور صمتاً

حين كان الأحياء موتى

فأي بعثٍ أنتم لهم داعون مدعوون؟

قلت:

نعيش زمنا تبدلت منه النواميس

والصبح ليس ببعيد 

اطمئنوا ولترتح أنفسكم

فعلى هذه الأرض

بشائر استحقاق حياة.

***

على الأرضِ

لغة غير لغة

صرخةٌ

يرجعُ منها معها الصدى

رياح الخماسين

موسمية أتت بأجواء ساخنة

صرخةُ الجزائر 

صرخةُ السودان

صرخةُ تونس

صرخة العراق

صرخةُ لبنان

دوت بلسانٍ عربي عربي،

فسقطت من لغة العرب

الضمائر الغائبةُ المُستترة،

عربيٌ أنا

بل أنا العربي.

*****

لا أستطيع إلا أن أكون

مُنصتًا

مُبصرًا

ولسانًا بالحق ناطقًا،

الأرضُ تمورُ مورًا

بلسانٍ عربي عربي

من نزع قشعريرة الخوف؟

من اِستنهض القبور؟

المؤمنُ مؤمنون بالبعثِ

فهل تغير ما بالأنفسِ

فغير الله ما بالقوم،

انتفاضةٌ عربية

الشارع العربي ينطق بالعربية

وجعٌ نازفٌ

الحلقة المفقودة اِتسعت

مرآيااااااهم ..

لا تعكس حقيقة ما يجري

أيدركون

أن الليل ما عاد طويلاً؟

فملمح الصُبحِ والصبحُ قريب.

****

أقربُ.

إلى منتصف ما بعد الليل

أيقظتُ سرب طيورٍ مهاجرة

فتبدل السكون أغنيات فرح

وغشت المدينة روح غير روح

أيها الفجر المُلهم

شمسكُ غير شمس

فلتُسدل خُصلات غدٍ غير غد.