الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لماذا تخاف الفتيات تحديداً من القطط؟

جاد محيدلي
لماذا تخاف الفتيات تحديداً من القطط؟
لماذا تخاف الفتيات تحديداً من القطط؟
A+ A-

عندما تمشي غالبية الفتيات في الشارع ويصادفن مرور قطة، يقمن فوراً بالانتقال إلى الرصيف المقابل، أو حتى عندما يدخلن إلى بيت أحدهم ويرين قطة، فوراً يبدأن بالصراخ ويطلبن إخراجها من الغرفة. طبعاً ليست كل الفتيات كذلك، ولكن هناك نسبة كبيرة تخاف من القطط، وفي الواقع هذا ليس "خوف" أو "دلع"، بل هو أمر مثبت علمياً. يُطلق على الخوف من القطط اسم "أيلوروفوبيا Ailurophobia"، وعلى الرغم من أنه قد يكون صعباً على معظم مُحبي القطط أن يفهموا سبب خوف أي شخص من القطط، إلا أن هذا النوع من الخوف هو مرض فعلي.

الأيلوروفوبيا هي واحدة من أنواع الرهاب المُتعددة، ويُعرَّف الرهاب بأنه خوف شديد وغير عقلاني ومستمر من كائن معين أو نشاط أو موقف معين، ويُعتبر الرهاب نوعاً من اضطرابات القلق. يتسبب ذلك ببعض الأعراض مثل: التعرق أو الارتعاش أو خفقان القلب أو عدم القدرة على التنفس أو جفاف الفم أو عدم القدرة على التفكير أو التحدث بوضوح، وصولاً إلى حدوث نوبة ذعر كاملة. رهاب القطط هو إذاً شعور شديد بالخوف عند رؤية المرء قطة، حتى لو كان هذا على شاشة التلفزيون فقط. وفي بعض الأحيان، يكون مجرد التفكير في ملامسة قطة يكفي لحدوث الأعراض السابق ذكرها أو بعض منها.

في كثير من الأحيان، لا تعرف الفتيات سبب خوفهنّ من القطط، كل ما يعرفنه هو أنهن يخفن جداً بمُجرد رؤية قطة أو حتى تذّكرها،  لكن بالتأكيد هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة. وأبرز الأسباب هو الخوف من الأذى الجسدي الذي يعود إلى وجود تجربة مخيفة لدى المُصابين بهذا المرض مع القطط أثناء طفولتهم المُبكرة. تسبب مثل هذه الحادثة صدمة نفسية وتثير الرعب في قلب الطفل؛ ولكن المُصابين بهذا المرض على الأرجح ينسون الواقعة تماماً ولا يبقى منها في العقل الواعي وفي حيز إدراكهم سوى شعورهم بالخوف. كما يمكن أن يكون سبب هذا الخوف هو رؤية تجربة سلبية لشخص آخر مع القطط. من جهة أخرى، جرى تبجيل القطط على مر التاريخ واعتبارها قوة خارقة للطبيعة. ففي مصر القديمة، كانت القطط تُعبد وتُعدّ من الآلهة، وكان قتل القط، عن قصد أو عن طريق الخطأ، في كثير من الأحيان جريمة كبيرة. أما لاحقاً فجرى ربط القطط بالسحر والشر والشعوذة والنحس والحظ السيئ، وخاصة القطط السوداء، ولعل ذلك أدى الى انتشار تلك الأفكار بطريقة غير مباشرة.

وإذا كانت الفوبيا تؤثر على حياة الشخص وتخطّت الحدود، فعادةً ما تكون جلسات العلاج النفسي والاستشارة ضرورية. قد يساعد المعالج في معرفة السبب الجذري للرهاب، ويساعد على وضع الخوف في حجمه الحقيقي ومنظوره الصحيح، ثم يساعد في وضع الخطوات للسير في طريق العلاج والتغلب على الرهاب. يمكن للمُعالج أيضاً أن يُعرض المرء تدريجياً للقطط، من خلال خطوات صغيرة تدريجية، بواسطتها يمكن للشخص أن يعتاد على القطط. كالنظر إلى صور القطط أولاً، ثم مشاهدة مقاطع الفيديو والأفلام التي يشتمل مُحتواها على وجود القطط، ولمس المواد المُشابهة للقطط. وفي النهاية يأتي التعرض لقطة حقيقية، بشكل مريح وتحت السيطرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم