الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اعتصام للطلاب أمام وزارة التربية وقسم جبران تويني درسهم الأول (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
اعتصام للطلاب أمام وزارة التربية وقسم جبران تويني درسهم الأول (صور وفيديو)
اعتصام للطلاب أمام وزارة التربية وقسم جبران تويني درسهم الأول (صور وفيديو)
A+ A-

شكّل الطلاب لليوم الثالث على التوالي علامة فارقة في ثورة 17 تشرين الأول، فنزلوا منذ الصباح الباكر متظاهرين أمام وزارة التربية في الأونيسكو رافعين الصوت عالياً ومطالبين بحقوقهم، ومتجاهلين نصيحة الوزير أكرم شهيب الذي نصحهم أمس بالتظاهر بعد انتهاء دوام المدرسة. 

واللافت هو اعتبارهم أنّ قسم الشهيد جبران تويني لم ينفّذ وهم من سينفذون معناه بحذافيره. وأخذوا يرددونه مستعينين بمكبر صوت يحمله أحدهم على كتفه "نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين أنّ نبقى موحدين". وهتفوا بصوت أعلى رافقه تصفيقهم "دفاعاً عن لبنان العظيم".

فضّل أغلبهم عدم التعريف عن هويتهم، لكنهم أكدوا أنّ هذا القسم كان درسهم الأوّل في الوطنية. وهو الذي صنع هويتهم منذ أربع عشرة سنة ووحدها.

ومطالب الطلاب كمطالب الشعب اللبناني كله. فهم الذين ضربوا على طاولة دراستهم وقرروا أنّ يرسموا مستقبلهم بأنفسهم. فقالت إحدى الطالبات معبرة عن أنّها كادت أنّ تفقد الأمل بحلمها إنّ "شو نفع العلم بلا حلم، هيدا مستقبلنا وبلدنا ونحن منقرر شو بدو يصير".

أمّا مريم، الفتاة الثائرة التي كانت تنادي بشعارات تشير إلى عدم إمكان إيقاف الثورة من قبل أحد، فأعلنت لـ"النهار" أنّ "أفكار وتصريحات الحكام لم تعد تتماشى معنا ولا تجدي حتى نفعاً"، مضيفة أنهم كطلاب يفكرون بطريقة مختلفة عن هذه السلطة ومجردة من الطائفية والتحزب "نحن منفكر بغير طريقة ويجب على الدولة أن تشبه شعبها وجيلنا الجديد".

تلامذة بأعمار مختلفة من حقهم التمتع بحياة لائقة ترضي طموحاتهم وتساهم في تحقيق أهدافهم. هم الذين يدفعون أخطاء اختيار أهلهم لهذه الطبقة الحاكمة فعاشوا ضمن ظروف لا تشبه عصرهم ولا تطلعاتهم. وأشارت إحدى الثائرات إلى أنه "نحن دفعنا ثمن أخطاء أهالينا. نحن لا نقبل أن تمثلنا سلطة كهذه". وتختم صارخة "لا نريد أن ننتخبهم ولا نريدهم أصلا، كلن يعني كلن".

أمّا إلى الذين ادعّوا أنّ الطلاب يتحركون وفقاً لمشيئة شخص معيّن أو تبعية معيّنة أو حتى تلبية لرشوة 15000 ليرة لبنانية دفعت لهم، فأجابت طالبة أنّه "نحن أتينا إلى هنا لنطالب بحقوقنا وكل فرد منّا يمثل نفسه ولا أحد يقف وراء هذا التحرك". وأردفت بصوت لا بد أنّه عانى  هجرة أحد أفراد عائلته "لا أريد أنّ أتعلم كي أترك أهلي وأهاجر، أهلي يموتون ويعيشون كي نتعلم وفي النهاية نتغرب وننهب من السياسيين".

هذا الصوت الصغير الذي كبر بين ليلة وضحاها وأصبح ثورة على كل صوت كان حاكماً. قال كلمته واتخذ قراره. وهو الجيل العنيد الذي لا يتراجع ولا يتعب. جيل أكبر من عمره وخبطة قدمه على هذه الأرض هدارة فعلاً. عاشوا وعاش لبنان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم