الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"كرمال ها الطفل وها العلم"

سليمان بختي
"كرمال ها الطفل وها العلم"
"كرمال ها الطفل وها العلم"
A+ A-

اخذ الطلاب أحلامنا معهم ليرمموها ويحققوها مع احلامهم وعلى طريقتهم.

أخذوا دموعنا وخطفوا قلوبنا وهم يهتفون للبنان ولحقوقهم.

للبلد الذي لا يريدون ان يغادروه الى الهجرة - اذا توفرت – ولا أن يتركوا أهلهم هنا بين أنياب الذئاب.

أثبت الطلاب انهم آخر نبض في القوى الحية للمجتمع. آخر نفس في جثة الشعب اللبناني التي امعنوا فيها تشريحاً وتقتيلاً.

هذا الشارع شارعنا. نريد حقوقنا كمواطنين. كهرباء. مياه. بيئة نظيفة. فرص عمل. وقف الهدر والفساد وإعادة الأموال المنهوبة. والأهم: الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية.

لم يتكلوا على أحد. لا أحزاب، ولا طوائف، ولا عقائد، ولا نقابات، ولا اتحادات، ولا زعامات، ولا سفارات، ولا محاصصجية او مقاطعجية. لملموا من بعضهم ثمن المناقيش والكعك لكي يثابروا في اعتصامهم، وهم يشاهدون الحيتان تبلع والتماسيح لا تدمع لها عين.

هذه المرة لم يخف الأهل على اولادهم بل نزلوا معهم.

ثمة مشهد لا أنساه: سيدة تحمل طفلها على يمينها وعلم لبنان بيسارها. سألها المذيع : "لماذا انت هنا؟" أجابت: "لأجل مستقبل ها الإثنين". وأشارت الى طفلها والعلم. "تخلص الدني وما في غيرك يا وطني بتضلك طفل صغير" (فيروز).

تلميذة جامعية تصرخ: "ليس لدينا كرسي في القاعة، ولا ميكروفون للأستاذ، الرائحة تقتلنا. بدي جامعتي. أنا بدي ضل مع اهلي. بدي لبنان".

شكراً لطلاب لبنان لأنهم أهدوا إلينا الحلم بعد رفقة الكوابيس المضنية. حررونا من سطوة الخوف ووطأة الظلم. هبّوا ليخمدوا النار فلا يحترق البيت.

لكن السؤال الأصعب بكلمات عمر فاخوري "في الحقيقة اللبنانية": "يجب ان نمنع اسباب الحريق ونبعد عن البيت المحرقين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم