الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

تقنية نستخدمها يومياً كانت تُستعمل للتجسّس خلال الحرب الباردة!

جاد محيدلي
تقنية نستخدمها يومياً كانت تُستعمل للتجسّس خلال الحرب الباردة!
تقنية نستخدمها يومياً كانت تُستعمل للتجسّس خلال الحرب الباردة!
A+ A-

الحرب الباردة هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وحلفائهما من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات. وخلال هذه الفترة، ظهر التنافس بين القوتين العظميين خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي. ولقد اشتركت القوتان في الإنفاق الضخم على الدفاع والترسانات النووية والحروب غير المباشرة، باستخدام وكلاء. في تلك الفترة، ظهرت تقنية تجسس نفذها الروس ضد الأميركيين أثبتت عبقريتها ولا تزال موجودة حتى اليوم ولا زلنا نستخدمها.

القصة بدأت تحديداً في الرابع من شهر آب عام 1945. انتهى وقتها الفصل الأوروبي من الحرب العالمية الثانية، وبدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يفكران في علاقتهما المستقبلية. وفي السفارة الأميركية، نفّذت مجموعة من الشبان في منظمة الرواد الشباب في الاتحاد السوفياتي بادرة صداقة ساحرة بين القوتين العظميين. بحيث قدموا للسفير الأميركي، أفيريل هاريمان، ختماً تذكارياً كبيراً للولايات المتحدة منحوتاً يدوياً، وأصبح يُعرف لاحقاً بـ "الشيء". وبعد ذلك فحص مكتب السفير الأميركي الزخارف الخشبية الثقيلة بحثاً عن أي معدات تنصّت إلكترونية، ولكن لم يكن هناك أي أسلاك أو بطاريات. علّق السفير هاريمان الهدية على جدار شهاداته، حيث ظل ينقل محادثاته الخاصة على مدار السنوات السبع التالية. لم يدرك أن هذا الجهاز صُمم على يد واحد من المبدعين الحقيقيين في القرن العشرين.

وبحسب موقع BBC، اشتهر مخترع الهدية، ليون ثيرمن، بابتكار المعدات الموسيقية الإلكترونية الثورية، التي تعمل دون لمسها، كان يعيش في الولايات المتحدة مع زوجته، لافينيا ويليامز، قبل أن يعودا إلى الاتحاد السوفياتي عام 1938. وقالت زوجته لاحقاً إنه تعرّض للاختطاف، ووُضع في أحد معسكرات الاعتقال، حيث أُجبر على تصميم العديد من الأجهزة، من بينها "الشيء". في النهاية، صادف مشغلو الإذاعة الأميركية بث محادثات السفير الأميركي عبر الأثير، وفتشوا السفارة الأميركية بحثاً عن أجهزة بث لاسلكية، ولكنهم لم يعثروا على أي شيء. واستغرق الأمر وقتاً أطول حتى اكتشفوا السر. كان جهاز التنصت بداخل "الشيء" بسيطاً جداً، لا يزيد عن هوائي مثبت بتجويف مغطى بغشاء فضي يعمل بمثابة ميكروفون. لم يكن هناك بطاريات أو أي مصدر للطاقة. لم يكن يحتاج إلى أي منهما. كانت موجات الراديو التي يبثها السوفيات في السفارة الأميركية تُنشّط جهاز التنصّت، ثم يستخدم طاقة الإشارة الواردة لإعادة البث. وعندما تتوقف الإشارة، يتوقف "الشيء" أيضاً. 

أما الآن، فينتشر استخدام رقاقات "تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو" (RFID) بشكل كبير في الاقتصاد الحديث. بحيث تستخدم تلك الرقاقات في جواز السفر، وبطاقات الائتمان، وتمكنك من دفع المبالغ الصغيرة ببساطة من خلال التلويح بالبطاقة بالقرب من جهاز قراءة RFID. حتى إن الكتب في بعض المكتبات العامة عليها تلك الرقاقات. ويزداد استخدام شركات الطيران لتلك التقنية لتتبع الأمتعة، وتستخدم أيضاً لدى باعة التجزئة لمنع السرقة. بعض الرقاقات تحتوي على مصدر طاقة، الا أن معظمها مثل "الشيء" الذي صممه ثيرمن، تعمل بواسطة الإشارة الواردة، مما يجعلها رخيصة، ويزيد من الطلب عليها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم