"الانتفاضة الطالبية" تفاجئ اللبنانيين بانتهاء الأسبوع الثالث تجنّب قطع الطرق و"غارات" على دوائر ومؤسسات ومصارف

بانتهاء الأسبوع الثالث للانتفاضة الشعبية ودخولها من اليوم أسبوعها الرابع، لوحظ أن حراكها اتخذ منحيين أمس: انتفاضة طالبية فاجأت اللبنانيين، وسلسلة اعتصامات خاطفة أمام دوائر ومؤسسات عامة ومصرفية، متجنبة قطع الطرق كما في غالبية الأيام السابقة.

عكار

اليوم الـ21 من زمن الثورة في محافظة عكار (النهار)، كان حافلا بقطع الطرق فجرا وإعادة فتحها قرابة العاشرة صباحا، على وقع تنفيذ ناشطي الحراك الشعبي في ساحتي الاعتصام في حلبا والعبدة وفي منطقة الجومة، خطة إقفال للمؤسسات الرسمية والعامة، والتي شملت مراكز حكومية ومصالح مستقلة رسمية وخاصة، على غرار مكاتب وزارتي العمل والمال ومراكز الضمان وتعاونية موظفي الدولة وأقلام النفوس في العبدة وحلبا وبيت وملات ومصلحة المياه ومكاتب مؤسسة كهرباء لبنان و"اوجيرو" وهاتف حلبا، الى معظم المصارف في حلبا ورحبة والعبدة، ومكتب "ليبان بوست" في السرايا حيث اعتصم عدد من ناشطي الحراك الشعبي وسط تدابير أمنية من فصيلة درك حلبا.

وتسبب قطع الطرق بإقفال عدد من المدارس الرسمية والخاصة والمصارف وبعض المؤسسات والمصالح الرسمية.

وأبقي على ساحة الاعتصام في حلبا حيث تشهد عصر كل يوم تجمعاً لأبناء المنطقة للتعبير عن مطالبهم. وفي ساحة ببنين - العبدة لا يختلف المشهد، حيث تتوافد جموع المحتجين الداعين الى "استمرار الثورة الى حين إسقاط السلطة التي أفقرت البلد وجوّعت الناس".

ووجّه رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبدالحي رسالة إلى "الحكماء والعقلاء والأحباب والأصحاب في برقايل الغالية"، طالبا فتح الطريق، ولافتاً إياهم الى أن أبناء جرد القيطع الذين يزيد تعدادهم على 150 الفاً، ومعظمهم تحت خط الفقر، يتألمون ويشاركون في كل الساحات مطالبين بانتزاع حقوقهم مثلكم، ولكن قطع الطريق بين بزال وبرقايل يكاد أن يخرج عن السيطرة بسبب سوء التصرف وعدم حسن المعاملة".

الشمال

إذا كان لكل يوم في ثورة الجياع شماليا (النهار)، نكهة ولون، فإن اليوم الـ21 من الحراك اتسم بلون واحد، هو الحراك الطالبي الداعم للثورة والثوار والذي تجلى في تظاهرات جوالة جابت شوارع طرابلس منذ الصباح، بعد التجمع في "ساحة الثورة"، ثم انطلقت تقفل المؤسسات الرسمية بعد إخراج الموظفين. وطاول الإقفال العديد من الفروع المصرفية في المدينة والميناء والجوار، ولم تسلم منه مدارس فتحت أبوابها لاستقبال التلامذة، مما اضطرها الى إعادة إقفال صفوفها.

"العصيان" الطالبي جاء بعد ليل قرعت خلاله في طرابلس والجوار الطناجر الفارغة، من خلال مسيرات واكبها قرع مماثل من على الشرفات في طرابلس والميناء والبداوي والمنية.

الطرق لم تقطع، لكن السير كان خفيفا عليها صباحا، ثم تحسن تدريجا ليعود الى وتيرته السابقة. والطرق الوحيدة التي ظلت مقطوعة هي المؤدية الى "ساحة النور".

زغرتا خلت من أي تظاهرات صباحية والمدارس فيها فتحت ابوابها لكن التلامذة لم يتوجهوا اليها، إما لمشاركتهم في التظاهر وإما لحذر ذويهم من عدم استقرار الاوضاع.

في الكورة، فتحت الجامعات الخاصة ابوابها والتحق طلاب بصفوفهم، فيما التحق آخرون بالحراك ولا سيما منهم طلاب الجامعة اللبنانية.

جبل لبنان

ونفذ تلامذة مدرسة الرسل في جونية (كسروان) مسيرة احتجاجية. وأقيم اعتصام طالبي أمام مقر "اوجيرو"، قبل أن يتوجه المتظاهرون الى فرع مصرف لبنان محاولين تعطيل العمل فيه. فيما انضم الى الحراك تلامذة ثانوية جورج افرام الرسمية و"مدرسة القرطباوي" وثانوية غزير الرسمية.

وتوجه الطلاب أيضاً الى قصر العدل في السرايا، وعمدوا الى اقفال مدخله مطلقين هتافات. وختموا تحركهم باعتصام امام مكتب شركة "الفا" في ساحة جونية.

وتجمهر طلاب من مدارس قضاء جبيل وثانوياته في الشارع الروماني في جبيل، دعما لمطالب الحراك الشعبي. وسارت مسيرة منهم في سوق المدينة مرددة هتافات تطالب بتلبية المطالب.

واعتصم عدد من طلاب المدارس والثانويات امام تجمع المدارس في الناعمة (الشوف)، وتوجهوا في مسيرة الى مركز "اوجيرو" في الدامور حيث عمدوا الى إقفاله كما اقفال فرع "فيديرال بنك".

ونصب طلاب جامعة رفيق الحريري في المشرف خيمة في مكان اعتصامهم، رافضين استئناف الدراسة.

وأقفل عدد من الطلاب بسياراتهم الطريق المؤدية الى جامعة بيروت العربية ومدخلها في الدبية (إقليم الخروب).

كذلك نفذ طلاب شعبة كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في البلدة اعتصاما ووقفة تضامنية ورفعوا الأعلام اللبنانية وأطلقوا الشعارات المؤيدة للثورة.

وكان محتجون أقفلوا صباحا معمل الجية الحراري، واضعين على مدخله لافتة "ممنوع الدخول".

وعمد شبان الى قطع الطريق الرئيسية في سبلين، بالأتربة والحجارة، سرعان ما أزالتها شرطة البلدية باشراف الجيش.

وأغلق محتجون في عاليه، الفروع المصرفية وفرع المصرف المركزي، ومركز الميكانيك، والادارات العامة عبر مسيرات راجلة. واعتصم محتجون امام فروع المصارف في بحمدون وأغلقوا اثنين منها على ايقاع "الطبلة".

الجنوب والنبطية

لليوم الثاني من الانتفاضة الشعبية العارمة التي اجتاحت صيدا (النهار)، احتل مئات من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة ساحات المدينة وشوارعها.

وتمكنوا على رغم تفاوت أعمارهم، من فرض أجندتهم الخاصة على حراك الانتفاضة. وأدى التحذير الذي وجهته أول من أمس مديرة مدرسة راهبات عبرا المخلصيات الأخت منى وازن، الى تكثيف تدفق الطلاب والتلامذة إلى تقاطع ايليا من الثامنة صباحا. وبعد ذلك انطلقوا في تظاهرة سلمية تتقدمها دورية عسكرية جابت طوال أكثر من ثلاث ساعات معظم ساحات المدينة وشوارعها. وتوقف المتظاهرون أمام مقار الكهرباء والهاتف وفروع المصارف والمدارس والجامعات ودائرة وزارة التربية في السرايا وفرع مصرف لبنان وشركة "الفا"، مرددين شعارات المتظاهرين في الحراك الشعبي.

وفي النبطية، نظم طلاب الجامعة اللبنانية - الدولية وثانوية الصباح الرسمية وثانوية السيدة للراهبات الانطونيات والمدرسة الانجيلية، مسيرة جابت شوارع المدينة وصولا الى مصرف لبنان، حيث اعتصموا مطالبين باقالة الحاكم رياض سلامة ومحاسبته، واستعادة المال المنهوب وهتفوا للثورة الشعبية. ثم انتقلوا الى محيط السرايا حيث ألقيت كلمات.

وتجمع عدد من طلاب ثانوية مرجعيون الرسمية أمام باحة المدرسة، تضامنا مع طلاب لبنان، ودعما لمطالب الحراك.

البقاع

وفيما كان يفترض أن يتصدر المشهد أمس فتح المدارس والجامعات أبوابها، خطفت إنتفاضة التلامذة الذين هجروا صفوفهم ونزلوا الى ساحات التظاهر المشهد، ووحدته في مختلف بلدات البقاع (النهار) التي شهدت تظاهرات طالبية.

في بر الياس، ترجل تلامذة المدارس الرسمية من الحافلات أمام مدارسهم فقط، ليتجمعوا وينطلقوا بمسيرة جابت البلدة وانتهت بتجمعهم في ساحة التظاهر عند تقاطع المرج - بر الياس. وفي زحلة، نزلت صفوف بأكملها الى امام السرايا مانعة الدخول اليها والخروج منها. أنشدوا النشيد الوطني ورددوا "قسم جبران"، وتحدثوا عن أحلامهم بوطن يحافظ عليهم من وباء الغربة. انتقل بعدها قسم منهم مع محتجين آخرين الى امام مبنى المالية مطالبين موظفيها بالالتحاق بهم. ليلتحق بهم وفد كبير من طلاب المدارس الرسمية في سعدنايل وتعلبايا، قدموا سيرا على الاقدام ليوافوا أقرانهم في انتفاضتهم. في مجدل عنجر، جاب التلامذة شوارع بلدتهم في مسيرة انضم اليها تلامذة مدارس الجوار وصولا الى ساحة التظاهر في المصنع. وفي جب جنين تظاهر التلامذة طوال قبل الظهر.

من جهة ثانية، اعتصم محتجون امام مكاتب شركة "تاتش" في شتورا، وانتزعوا وعدا باقفال ابوابها قبل ساعة من الدوام الرسمي، إنتقلوا من بعدها الى مكاتب "ألفا" في البلدة نفسها. لتتواصل التحركات الاحتجاجية ليلا وتتنوع بين مسيرات وتجمعات وقرع على الطناجر، يظللها العلم اللبناني ومطلب واحد تشكيل حكومة مستقلة وفقا لاحكام الدستور.

وفي بعلبك - الهرمل (النهار)، تجاوب طلاب الثانويات مع الاحتجاجات الطالبية، بحيث حضروا بزيهم المدرسي أمام ثانوية دير الأحمر الرسمية ومتوسطة دير الأحمر الرسمية رافعين العلم اللبناني ومرددين شعارات مؤيدة للثورة. وتوجهوا بمسيرة الى مركز "اوجيرو" في محاولة لإقفاله.

وتظاهر طلاب ثانوية أديب الرسمية و"معهد الأبرار" في بدنايل وثانويات ومدارس الجديدة والفاكهة والزيتون ورأس بعلبك، رافعين الأعلام اللبنانية، مطالبين بمجانية التعليم وإقامة دولة قوية وإعادة المال المنهوب ومحاسبة السارق.

وحاول عدد من المتظاهرين إقفال مركز "أوجيرو" في بعلبك.