الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التخوين الافتراضي في الثورة: ما الذي أذكى خطاب الكراهية عند البعض؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
Bookmark
التخوين الافتراضي في الثورة: ما الذي أذكى خطاب الكراهية عند البعض؟
التخوين الافتراضي في الثورة: ما الذي أذكى خطاب الكراهية عند البعض؟
A+ A-
أحدثت الثورة التي نشهدها منذ 21 يوماً حالة جديدة لا يمكن إنكارها، لم تعد التبعية السياسية تُحرك الشارع كما كانت سابقاً ولا الصوت الطائفي يُحرك النفوس أقله عند شريحة كبيرة من المتظاهرين اليوم، وهذه الحقيقة أرعبت كثيرين وفرضت على السلطة التوقف عندها والإنصات اليها بغض النظر عما قد تبادر به كرّدة فعل. لقد نجحت الثورة في مكان ما في خلق مساحة لها، وان تجعل صوتها مسموعاً، وهذا الوعي الذي لمسناه عند كثيرين لا يمكن التغاضي عنه برغم مما نشهد من انزلاقات واتهامات ولغة التخوين والتهويل والكراهية التي اختزلت المشهد العام وحرفت مسار الثورة بعض الشيء.مشهدية الشارع والشارع الآخر أذكت نيراناً دفينة وأشعلت آلاماً عند البعض، فليس سهلاً أن تسترجع ذكريات حرب لم نُشف منها كلياً. ما بدأ في الايام الاولى من الثورة الشعبية قلب الطاولة على الجميع، لم يكن أحد يتوقع ان يخلع الناس ثوب طائفيتهم وميولهم السياسية وينزلون الى الشارع تحت علم واحد يُمثلهم في هذه المرحلة التاريخية الحساسة. البوصلة التي كانت موجهة الى السلطة، أضاعها البعض وبدأ يُغرد خارج السرب. لقد شهدنا في الأيام الأخيرة على حرب باردة كادت ان تنفجر على ارض الواقع نتيجة لغة التخوين وخطاب الكراهية الذي "عمل شغلو" في المواقع الالكترونية وشاشات التلفزة. لكن من قال اننا نريد العودة الى تلك الحقبة الدموية؟ من يتحمل مسؤولية اراقة الدماء في حال انفجرت الطائفية في وجهنا جميعاً؟ وكيف ننادي باحترام الآخر ونتهمه في الوقت نفسه بالخيانة والتبعية؟الخلاف العميق والاحقاد الدفينة انكشفت بعد تظاهرة الاحد ومشهدية الشارع والشارع الآخر، عينة صغيرة من الناس فضحت ما تُخبئ النفوس عندما "صار في دق بالزعيم" او "بالطايفة". وعندما تسأل البعض او تتابع ما يكتبونه تُفاجأ بهذا الكم الكبير من التخوين والكراهية والاحتقان او لغة "تأليه" الزعيم. صحيح ان الحرب انتهت بالمعنى الفعلي لكنه لم تنهِ مشاعر الكره والحقد في نفوس الاجيال القديمة، وهي تنتقل من جيل الى آخر. الجيل يحمل شعور الكراهية والحداد الاساسي لم يحصل بعد ولن يحصل الا بطلب السماح والمحاكمة الرمزية امام الاشخاص الذين فقدوا عزيزاً عليهم. وهذا ما كان دافعاً لإشعال نار الغضب داخل بعض النفوس، تقول احدى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم