الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

غاب زمنه قبله

سمير عطاالله
Bookmark
غاب زمنه قبله
غاب زمنه قبله
A+ A-
غاب زمنه قبل ان يغيب هو. ميشال اده كان صورة اللبناني المتعدد الموهبة، المتعدد الأفق، الكثير الانفتاح: عائلة بورجوازية وفكر ماركسي، عروبي بكل قناعة وماروني بالخمسة، متقشف على نفسه وعطاء بلا حساب، ظرف بلا حدود وجدّ بلا نهاية، سياسي وصحافي ومحامٍ ومفكر ورجل أعمال ومثقف رؤيوي.في زمنه، كان كل لبناني يريد أن يكون هكذا: وطن الحدود، وهوية لا حدود تحد مكوناتها. حرية فكرية بلا أسر وبلا ايديولوجيات معقدة، وبلا ديماغوجيات تافهة، ينقلها الخواة بعضهم عن البعض، وينسخها عديمو المواهب كما ينسخ التنك عن الذهب.في كل ما فعل وما سعى وما حقق وما أمل، كانت قاعدته المقياس القيمي. لا تحت القيم ولا فوقها، بل بها. وفي زمنه كانت كل هذه الاشياء لزوميات، لا ميزات، يكتسبها الناس في بيوتهم وعائلاتهم وأحيائهم وقراهم والمزارع المعزولة في الثلج والعتم والريح. كان زمن الطاعة فيه للخلق والتواضع والنزاهة. ميشال اده لم يكن فريداً في جيله، بل كبيراً ضمن سرب من الكبار. حشد من الكبار. الصغار يمتنعون. هذا أكثر ما يؤلم في غياب هذا الجبار. ليس أنه مات، بل أن زمنه مات أيضاً.تقول الامثال، لا تحيا نفس إلا تموت أخرى، هل هذه الثورة هي ولادة جيل ما بعد ميشال اده؟ الحق ان 17 تشرين الأول يصلح جداً لأن يكون موعد ولادة جيل. فجأة، خرج شعب لا نعرفه، من كل المنافذ، يسخّف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم