الانتفاضة الطرابلسية متواصلة.. وقطع يومي للطرق (فيديو)

الانتفاضة متواصلة في طرابلس. هي الشغل الشاغل للناس، من مشاركين، أو مراقبين، أو متعاطفين. والحركة على صلة بها، لا تهدأ، متواصلة تصل الليل بالنهار، من البدء بقطع الطرقات، انتهاء بالاحتشاد في ساحة النور لممارسة الضغوط بهدف التوصل مع السلطات إلى تحقيق الأهداف التي انطلق الحراك منها، وآخرها حكومة تكنوقراط متخصصة تستطيع تحقيق مطالب الانتفاضة.

الساحة تعج بالناس كما في كل أمسية، والهتافات تردد مطالبة باجتثاث الفساد، وإعادة اموال الشعب المنهوبة، وإحالة المرتكبين على المحاكمة، وعائلة النور تتجمع، تنشد مع المنشدين، وشبان يرقصون على إيقاعات حماسية، ويرفعون زملاء لهم على الأكتاف، وأطفال لا يتوقفون عن التلويح بالأعلام اللبنانية، وأعلام الجيش اللبناني.

الجيش من جهته، تفرغ لحفظ الأمن بعد أن سلم مبنى الغندور، مركز القيادة والتحريك والمنصة المشرفة على الساحة، لناشطين يديرونه، ويضبطون حركته، دخولا، وخروجا، وممارسة داخلية.

والمنصة تتعالى أناشيد وأغانٍ حماسية، يصل صداها حتى البحر غربا والجبل شرقا، فيجذب المزيد من المحتشدين الرافضين للواقع المرير الذي وصلت السلطة إليه من المناطق المجاورة.

في الخيم، أصناف متنوعة من الممارسات، وفي إحداها أقيمت حلقة، جرى فيها النقاش حول رفع الحصانة عن النواب عند الضرورة لمحاكمتهم، وتولى منشط عرض حيثيات الحصانة، وكان شبان آخرون يقدمون مداخلاتهم فيها.

شبان آخرون شغلوا عقولهم بما لا يتعلق مباشرة بالحراك، مكتفين بتسجيل حضورهم والانصراف للعب الشطرنج، أهم لعبة للتدريب على التخطيط.

المعلمات والمعلمون المتعاقدون مع الدولة في التعليم المهني والتقني، والذين يناهزون ال١٥ ألف معلم، وقد أمضى كثيرون منهم سنوات طويلة في العمل بصيغة تعاقدية، نصبوا خيمة لهم، وتحدث باسمهم رئيس لجنتهم وليد نمير فأكد أنه مضى عشرون عاما عليهم في العمل من دون تثبيت، ولهذا صرنا مع الناس بالشارع، لكي نوصل صوتنا ومطلبنا الرئيسي لنا هو التثبيت، والضمان الصحي والاجتماعي، ومهما كان نوع الحكومة، تكنوقراط ام حكومة من الشارع، لا يهم، فالمطلوب تثبيتنا، وكل الحكومات ظلمتنا، والحكومة المستقيلة الآن، عندما كانت تضع ورقتها الإصلاحية، لم تعطنا أي مطلب من مطالبنا.

وكانت المدينة قد شهدت نهارا العديد من المسيرات، وأقيمت اعتصامات عند مستديرة الروضة بالميناء، كما جرى قطع الطرق المؤدية إلى المدينة من مختلف الجهات: البحصاص والطريق البحرية جنوبا، وطريق البحصاص الكورة وزغرتا شرقا، والضنية والملولة شمالا واستمر القطع من الخامسة صباحا ختى الثانية عشرة ظهرا، بالإضافة إلى تقطيع داخلي لبعض الوقت، تولت مجموعات ناشطين خلالها العمل على إقفال الدوائر العاملة العامة والخاصة، ومنع فتح المدارس، وطوقوا البنوك التي لم تستطع تقديم خدماتها للناس.

ويتجه المتحركون لقطع الطريق غدا الثلاثاء، بين الخامسة صباحا والثانية عشرة ظهرا، وقد يتابعون بهذه الطريقة حتى تحقيق كامل مطالبهم، واجتثاث الفساد من الدولة، وبناء الدولة العصرية المدنية اللاطائفية، ووضع قانون انتخابي يحقق تمثيلا صحيحا للمجتمع والناس.

"كلن يعني كلن" و "ثورة" و"قومي من تحت الردم" وسواها من أغانٍ وأناشيد وطنية لا تتوقف قبل انتهاء الجولة، بانتظار الجولة التالية نهار الغد.