مال، تقرّب وغيرة... كيف يتأثر أطفال المشاهير من شهرة أهلهم؟

يترتب على تربية الأطفال تحمّل مسوؤليات كبرى تلقى على عاتق الأهل عامةً. لكن ثمة حالات خاصة يبدو فيها الوضع حساساً أكثر بعد. ففي ما يتعلّق بالمشاهير تحديداً، لا تشبه حياتهم حياة باقي الأشخاص، نظراً للأضواء التي تسلّط عليهم في معظم الأوقات. فالكل يعرف أطفال الفنانات نانسي عجرم ونوال الزغبي ومايا دياب وكارول سماحة انطلاقاً من تتبع أخبار أمهاتهم، خصوصاً بوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهّل الدخول إلى حياتهم الخاصة. ومن الطبيعي أن تكون حياة هؤلاء الأطفال مختلفة أيضاً، بحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية سينتيا باخوس، فيترتب على ذلك اختلاف في شخصياتهم والحاجة إلى التعاطي معهم بطريقة مختلفة.

مما لا شك فيه أن تسليط الأضواء على المشاهير، ينطبق كذلك على أطفالهم الذين هم في الوقت نفسه على تواصل مع أعداد كبيرة من الأشخاص من معجبي أحد والديهم الذي تسلّط الأضواء عليه بشكل خاص. وبحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية سينتيا باخوس يبدو ذلك غريباً بالنسبة لطفل عندما يجد نفسه محاطاً باهتمام أشخاص لا يعرفهم وهم يعرفونه جيداً ويعرفون اسمه أيضاً. "لا يخفى على أحد أن الطفل الذي يكون أحد والديه من المشاهير، يستفيد من نواحٍ معينة مادية ربما وأيضاً اجتماعية، فيكون معروفاً أيضاً واجتماعياً، ما يساعده في تخطي عقبات عديدة قد يواجهها أطفال آخرون من النواحي النفسية. فالطفل هنا يجد نفسه أقوى اجتماعياً بشكل تلقائي نظراً لنوعية الحياة التي يعيشها".ولكن...

رغم قدرة الطفل الذي يكون أحد والديه من المشاهير على تخطي العواقب النفسية وعلى الغوص في حياة اجتماعية ناشطة تلقائياً، تؤكد باخوس أن حياة الشهرة توجه حياة الأطفال في مسار مختلف فيكتسبون شهرة هم لم يسعوا إلى اكتسابها مع ما قد ينتج من انحراف في مسار حياتهم الطبيعي كأطفال.

من التبعات الأساسية لشهرة الوالدين:

- غياب الأهل في أوقات كثيرة.

-تكون حياة الأهل هنا موجّهة بشكل أساسي نحو شهرتهم ونجوميتهم.

-يكبر الأطفال ويدركون تدريجياً معنى شهرة أحد والديهم، ويلاحظون أكثر بعد أن يعرفه الكل عندما يحضر لاصطحابهم من المدرسة مثلاً.

-يلاحظ الأطفال تدريجاً أن ثمة أطفالاً يشعرون بالغيرة منهم بسبب شهرة أهلهم.

-ثمة أطفال يحاولون التقرّب منهم لمعرفة المزيد من أخبار الأهل.

-أطفال المشاهير هم الأكثر تأثراً بأية تقلبات تحصل في حياة أهلهم.

-غالباً ما يتجه أطفال المشاهير إلى المجال نفسه لتأثّرهم بالأجواء السائدة في المنزل، فيما يجب تشجيعهم على التوجه نحو مجالات أخرى.

هكذا يجب أن تتعاطوا مع أطفالكم

نظراً لنوعية الحياة المختلفة لأطفال المشاهير، تؤكد باخوس أنه لا بد من التعاطي معهم بطريقة مختلفة بحسب ما تقتضيه الحياة التي يعيشونها في ظل ظروف الشهرة:

-يجب الحد من إنفاق المال ومن المصروف الذي يعطى لهم.-يجب الحد من ظهور الطفل في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن يصبح راشداً ويتخذ قراراً حيال ذلك. فالأهل لا يدركون أحياناً المخاطر الناتجة من إظهار أطفالهم بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي وما لذلك من تبعات على حياتهم وشخصياتهم.

-يجب إفساح المجال للأطفال ليشعروا بالملل أحياناً.

-يجب عدم إدخال الطفل في شؤون خاصة بالراشدين بل يجب احترام طفولته وسنّه.

-يجب عدم حرمان الطفل من طفولته فيما تبرز ضرورة مساندة الطفل في كافة الأوقات.

-يجب تعليم الطفل كيفية الحذر من مصادر الخطر.

-يجب تعليم الطفل كيفية مقاومة الإطراءات والإغراءات التي قد يكون عرضة لها بكثرة نظراً لشهرة أحد والديه، حتى لا يصبح شديد التأثر بهذه الأمور.

-يجب التشديد على أهمية القيام بجهد والمثابرة لتحقيق النجاح.

-يجب الحرص على تخصيص أوقات خاصة بالطفل.

-الحرص على ألا يكبر الطفل سريعاً ويتخطى مراحل مهمة من طفولته ونموّه.

-الحرص على ألا تؤثر الشهرة والنجاح على الحياة الخاصة للعائلة، وعلى ألا تنعكس سلباً على هوية الطفل وشخصيته

-عدم إفساح المجال للطفل ليطلع على التعليقات السلبية أو الإيجابية التي تتعلق بوالديه في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن ذلك ينعكس سلباً على صورة والديه.

-لدى سماع الأهل إطراءات أمام الطفل يجب التحدث بذلك معه.

في كل الحالات يجب أن يعرف الأهل أن الأطفال يحفظون أجمل ما يزوّدهم به أهلهم. وحتى إذا كان الأهل من المشاهير، فيمكنهم أن يكتسبوا المبادئ الأساسية التي تعلّموها منهم، ويؤسسوا لحياة خاصة بهم في مجال مختلف تماماً ومسار يختارونه بأنفسهم.