صرخة على الرينغ: "مرتي معها سرطان... ما تخلّوني ارتكب مجزرة"

ما تشهده بعض الطرق يكشف الوجه الآخر لوجع الناس، أظهرت هذه التحركات وما تُرافقه من قطع طرق واحتجاجات وإضراب عام تقصير الدولة وغضب الشارع الذي بدأ يكشف عن أنيابه يوماً بعد يوم. صرخة جديدة هزّت نفوس كثيرين، لا كبير على المرض، والانتفاضة الداخلية وجعها أكبر وأقسى. ما جرى في الرينغ يستحقّ التوقف عنده، وهذه الصرخة تُحاكي وجع المئات الذين يعانون صعوبة في تأمين أدوية السرطان أو الحصول عليها في ظل هذه الظروف. 

وفي التفاصيل، سُجلت مشادّة كلامية بين رجل وبعض المتظاهرين الذين قطعوا جسر الرينغ صباحاً، حيث قرر المرور بالقوة لظروف طارئة. واعترف الرجل خلال حديثه مع المتظاهرين "أنا أول من نزل إلى الشارع، رايح جيب دوا للسرطان لزوجتي، صرلي 8 أيام وأنا عاجز عن تأمين الدواء لها، بدي أمرق". وقال: "أنا كنت متوتراً ولكن علي النزول إلى الكرنتينا لتأمين الدواء وعلينا أن نراعي بعضنا كلنا موجوعين". 

ما يعيشه هذا المواطن جعله يفقد أعصابه ويصرخ في وجه البعض: "بدي أمرق وإلّا بصير دم، ما تجبروني ارتكب مجزرة". هذه الصرخة قابلها تأكيد من قبل المتواجدين هناك الذين بادروه بالقول "صرختك صرختنا وأنت على راسنا".

هذا الرجل المتعب والمنهك لم يستطع تمالك نفسه وسرعان ما نزل من سيارته، مؤكداً بصوت عالٍ "مرتي معها سرطان"، قبل أن يعمد البعض إلى تهدئته وفتح الطريق له، وإلقاء التحية والتصفيق له.