ساحة النور تواصل رسالتها السلمية... "ثورة ثورة"

تشرف الشمس على المغيب، أو تكاد، وقبل ذلك بقليل، تبدأ الحشود الداعية للتغيير، والثورة، بالتوافد إلى ساحة النور، فيما بات ظاهراً كأنّه واجب يومي، لكنه يتم طوعاً واختياراً وبكل محبة.

ويتصاعد الحشد، وتنضمّ إليه وفود قادمة من مناطق الجوار في الكورة وزغرتا والضنية وعكار، بينما ينطلق شبّان وصبايا في مسيرات في الشوارع، يهتفون داعين للاصلاح، ورافضين للفساد، ومطالبين بمحاسبة المفسدين، واسترداد الأموال المنهوبة لديهم.

في مختلف الشوارع، تتردّد أنغام: الشعب يريد اسقاط النظام، وكلن يعني كلن، وتنتهي جولة الهتاف بدفعة من عبارة متكررة ومتسارعة مع قبضات مرفوعة لا تهدأ: ثورة.. ثورة.

لم تخف الحشود عن السابق، رغم توجه الكثيرين للمشاركة في التجمعات البيروتية، وجمهور يحضر منهيا مسيرته، وجمهور يغادر، والحركة لا تهدأ، والموسيقى صاخبة، والحشود تردد صدى الهتافات يطلقها ناشطون من المكبرات الصوتية على المنصة، وعند اشتداد الايقاع لايملك أحد القدرة على ضبط انفعالاته، فإذا هو او هي على حلبة رقص يعبر كل بالجسد عن مكنوناته.

الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش لا تتوقف عن التمايل والتطاير، وألعاب نارية تضفي على الساحة انطباعات الفرح، وثمّة مصابيح موجهة - برجكتورات- تضيء الساحة بألوان العلم اللبناني، وانشطة متنوعة لا تنتهي، والساحة تعج حيوية وفرحا... يبزغ فيها أمل جديد في قلوب الحشود لحياة أفضل يتوقون اليها من زمن بعيد.