السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

واسيني الأعرج يناقش كيفية اكتشاف المواهب الروائية وجوخة الحارثي تحاكي صراعات المرأة

المصدر: الشارقة- "النهار"
واسيني الأعرج يناقش كيفية اكتشاف المواهب الروائية وجوخة الحارثي تحاكي صراعات المرأة
واسيني الأعرج يناقش كيفية اكتشاف المواهب الروائية وجوخة الحارثي تحاكي صراعات المرأة
A+ A-

يوم آخر لـ #معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب في دورته الـ38 التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حتى 9 تشرين الثاني الجاري. يأتي الروائي الجزائري #واسيني_الأعرج معتمراً، كالعادة، قبّعته، إلى الشارقة للمشاركة. تستضيفه جلسة حوارية بعنوان "نكتب معاً" مع الروائية المصرية منصورة عزّ الدين، حول دور ورش العمل والمحترفات الإبداعية في صناعة الكتاب والروائيين والأثر الذي تحدثه في اكتشاف المواهب في هذا المجال وتنميتها.

استهل الروائي الجزائري حديثه في الجلسة التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، بالإشارة إلى أن هذه الورش لا يمكنها صناعة المبدعين، بل اكتشافهم، مؤكداً أنّ الموهبة هي الأساس في خلق كاتب جيد وناجح يستطيع من خلال ابداعاته أن يثري المكتبة العربية بمؤلفات تعبّر عن غزارة وثراء لغوية ومعرفي ومضامين ناضجة يمكن القول عنها أنها عمل روائي متميز.

وقال الأعرج: "مشاريع الورش الإبداعية مهمة، فهي تفتح المجال للالتقاء بالكاتب وكسر الجدار بينه وبين القراء، ومن الضروري أن يتفاعل الأديب مع الكتّاب على اختلاف أساليب كتابتهم، وأنا أرى أنه من الواجب أن يتم التعرف بالطاقات في مجالات الكتابة المختلفة، لكن المهم هو استنهاض تلك الطاقات واكتشاف الموهبة الكامنة فيها، ويجب على الكاتب الجيد الذي يدير مثل هكذا ورش أن يمتلك رؤية ونظرة يستطيع خلالها ومن النظرات الأولى اكتشاف الموهبة وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، ليضمن بذلك إيجاد جيل قادر على العطاء، وغير ذلك ستكون الورش مجرد محاولات فإن غابت فيها الموهبة فهي ستفشل في نهاية المطاف".

من جانبها، أكدت الروائية المصرية منصورة عزّ الدين على أن الكاتب لا تتم صناعته بل يجب رصد نقاط القوة والضعف فيه وتوجيهه نحو آفاق أكثر إبداعية وهذا دور الكاتب المدرب، حيث قالت: "الذي يقدم هذه الورش الإبداعية عليه أن يكون مدركاً لضرورة لفت انظار الكتاب المبتدئين نحو اكتشاف ما هو غير عاديّ في العادي، حيث الأمور في مسألة الكتابة الإبداعية لا تتم عن طريق التلقين بل من خلال تعزيز ضرورة أن يكثف الكاتب المبتدئ من قراءاته وأن يفهم الأدب بشكل يسمح له بدخول هذا العالم واكتشاف خباياه ليبدأ في صناعة أدواته الخاصة".

وتابعت: "عامل الوعي مهم جداً لدى الكتاب المبتدئين الذين ينخرطون في ورش العمل التدريبية في الكتابة الإبداعية، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها في هذا المجال هي إبعاد المشاركين عن الأنماط التقليدية وتحفيزهم على التجريب، والاعتناء بمهارات السرد وايصال المعلومة بلغة واضحة وسلسة أمر ضروري، إلى جانب تعريف الكتاب على أدب الشعوب، فعلى المدرّب أن يقود المشاركين نحو اكتشاف الجدّية في نفوسهم، وإن فقد هذا العنصر سيكون من الصعب البحث في هذا الجانب وسيضيع الكثير من الوقت وتبقى الورش تراوح مكانها دون أن تسفر عن مبدعين لهم شأن في المستقبل".

جوخة الحارثي: الأدب صفة إنسانية

وخلال فاعليات اليوم الثاني أيضاً، أكدت الروائية العُمانية جوخة الحارثي، الفائزة بجائزة الرواية العالمية "البوكر"، عن روايتها "سيدات القمر"، على سعيها المتواصل لملاحقة تاريخ الإنسان، موضحة أن روايتها الفائزة تسلط الضوء عن قرب على التحولات التي أحدثها التطور التاريخي وما ترافق معه على المجتمع العُماني المحُافظ وتحديداً النساء، داعية الأوساط الثقافية والقراء إلى الثقة أكثر بالأدباء العرب خاصة من فازت مؤلفاتهم المترجمة بجوائز عالمية.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية استضافها المعرض، وأدارتها الإعلامية رانيا سعدي، تطرقت فيها للحديث عن فوزها بجائزة الرواية العالمية (البوكر) وعلاقة الترجمة في إيصال الابداع العربي للعالم وتاريخها في مجال الكتابة الإبداعية.

ولفتت الحارثي إلى أن الترجمة تقود للفوز بالجوائز لكن العمل الأصلي هو الأساس وقالت: "أنا حملت بلادي وتاريخها وتشابكات العلاقات فيها ونقلتها بلغتي العربية للعالم، ليتعرف عليها، وأنا أؤمن بأن الأدب صفة إنسانية، أنت تخاطب جميع البشر من خلال ما تكتبه، لكن على الكاتب الجيد أن يختار الوسيلة الأنجح التي يستهدف بها جمهوره"، مضيفة: "لقد جاءت فرصة ترجمة روايتي إلى الإنكليزي من خلال الدكتورة مارلين بوث، الكاتبة والباحثة والمترجمة الأميركية للأدب العربي، عندما عرضت عليها النص قرأته وقالت لي سأترجمه لقد أحبته وأصرت على أن تنقله إلى القراء باللغة الانكليزية".

وتابعت: "فتحت لي الترجمة بوابة الوصول إلى القارئ الأجنبي، وأنا أؤمن بأن الترجمة هي الجسر الذي يوصل الإبداع للقراء بلغات مختلفة. فالكاتب العربي عندما يترجم عمله إلى لغات أخرى هو يريد لتلك الشعوب أن تقرأ منجزه"، مشيرة إلى أن الكاتب، لا يترجم أعماله لينشر في النطاق المحلي، وإنما للوصول إلى العالم.

وقالت: "أوصلت الترجمة روايتي إلى نيل جائزة عالمية، لكن هذا لا يعني أنها لا تحتفي بثقافة بلادي، حيث تساءل الكثير: هل كان يمكن لكِ أن تفوزي بها عربياً، وأقول لهم لقد ترشّحت لجوائز عربية كبيرة وأنا أروي تاريخ بلادي بلغة أخرى".

وتطرقت الحارثي خلال الجلسة للحديث عن تجربتها في الكتابة للأطفال، حيث أكدت أن الكتاب لهذه الفئة أكثر صعوبة من الكتابة للكبار، وقالت: "قصصت على أطفالي الكثير من ما تمتلئ به ذاكرتي من حديث الجدات والموروثات الشعبية، ووجدت أنهم يرغبون بالمزيد، لهذا بدأت بسرد قصص من نسج خيالي عليهم واكتشفت بأنني قادرة على كتابة هذا النوع من الأدب، وعندما كانوا يتفاعلون معي أدركت أنني في الطريق الصحيح"، متوقفة عند التقنيات التي استخدمتها في "سيدات القمر"، حيث تحدثت من خلالها بأصوات ثلاث نساء مختلفات ترافقت حياتهم مع مرحلة مهمة من مراحل سلطنة عُمان، وسلّطت من خلالهن الضوء على ما يدور من علاقات بين النساء البطلات وعائلاتهنّ، لا سيما أنهن نشأن وترعرعن في بيئة محافظة في قرية "العوافي"، حيث رصدت علاقة النساء وصراعاتهنّ مع الحبّ والعاطفة والهجرة ومشاعر الفقد.

يشار إلى الحارثي أصدرت ثلاث مجموعات من القصص القصيرة وثلاث روايات هي: "منامات"، "سيدات القمر"، "نارينجا – البرتقال المرّ"، التي حصدت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، كما تُرجمت أعمالها إلى اللغات الصربية والكورية والإيطالية والإنكليزية والألمانية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم