الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لليوم الخامس عشر... ساحة النور: بيتنا، سهراتنا، عواطفنا وأفكارنا

المصدر: "النهار"
طرابلس - رولا حميد
لليوم الخامس عشر... ساحة النور: بيتنا، سهراتنا، عواطفنا وأفكارنا
لليوم الخامس عشر... ساحة النور: بيتنا، سهراتنا، عواطفنا وأفكارنا
A+ A-

أسبوعان يكفيان لتندمج ساحة النور وتتوحد في حالة اجتماعية، جامعة لكل مظاهر الألفة، والنشاطات المتقاربة، تمارس شعائر الانتفاضة التي تحولت طقوساً، وممارسة واحدة، هدفها بات معروفاً وفق الشعارات التي رفعتها: الإصلاح، ومحاربة الفساد، وطرد المفسدين "كلن".

في الساحة اليوم، بدأت الحشود تتجمع، والجديد لافتة كبيرة تصدرت المنصة عليها وعد بالاستمرار حتى إسقاط الكل، إذ، بنظر الحراك، لا يكفي تغيير الحكومة.

[[embed source=vod id=8397 url=https://www.annahar.com/]]

تحت المنصة، ظهرت شعارات متجددة تدعو للإصلاح، واستمرار الثورة حتى تحقيق غايتها.

الساحة ناشطة لها خاصيتها، وفيها تفاصيل حياة المجتمع الطرابلسي وفق التمثال الذي تمّ بين مكوناته، طبقياً، وفئوياً، وأحيائياً، لكن في جو من الحرية التي يمكن للفرد أن يحياها كأنه في منزله، هذا "يؤركل" غير مبالٍ فهو ملبٍ لنداءات الانتفاضة، وآخرون يتسامرون متحلقين في خيمة من الخيمات، واحدة حملت اسم طرابلس، وأخرى لـ"جنسيتي" وفيها مطالبات الأمهات بحق أبنائهن بجنسيتهن، أما خيمة ملتقى الجمعيات الأهلية فشهدت اليوم توقيع المئات من أهل الساحة على عريضة عنونها ناشطون بـ"انتفاضة طرابلس" حددت مطالب الشعب بأنه يريد تغيير الطبقة الحاكمة، وحاكم مصرف لبنان، وتطبيق الدستور، ومحاكمة الفاسدين، واستعادة الأموال المسروقة، واستقلالية القضاء، ووضع خطة اقتصادية إنتاجية توفر فرص عمل للشباب، وإقامة نظام العدالة الاجتماعية، ومعالجة الدين العام، واستعادة الأملاك البحرية والنهرية والبرية، والتدقيق في حسابات مجالس الانماء والاعمار والجنوب والمهجرين، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعم الجيش اللبناني بالعديد والعتاد، وتأمين حقوق الناس في الاستشفاء والتعليم والسكن والعمل".


كما تضمنت العريضة رغبات الشعب، على ما ورد فيها، رافضاً "إستعلاء تحالف أطراف السلطة، والحلول الترقيعية، والخطابات الطائفية والمذهبية، ومحاولات شقّ صفوف المنتفضين في الساحات، والتدخلات الخارجية في الحراك الشعبي الوطني".

ممارسات متعددة تجعل للساحة حيوية خاصة، فهنا بائع العصير الجوال، وهناك بائع السكر الوردي -غزل البنات، وهنا يطيّر ناشط بالوناً مدفوعاً بشمعة في الجو، وهناك شقيقتان تتناولان العشاء الذي أعده لهما، وللمئات من المشاركين، مطبخ الانتفاضة الحي، والطازج، والصحن اليومي، كما بدا بين الأيدي، هو الأرز بالكاري.

الجو الحيوي اتخذ طابعه الاجتماعي دون أن تغيب عنه شعارات الانتفاضة، فهناك تحت المنصة، الحشد الكبير الذي يرفع الأعلام، واللافتات، ويتناغم مع الأغاني الحماسية يطلقها "الدي جاي"، وباتت تقليداً يرتسم على وجه الانتفاضة، وكأن الجمهور تقاسم المهمات بعفوية، لكن الجميع يؤدي في حضوره خطوة تدعيم لانتفاضته التي يستمر فيها حتى تحقيق كل المطالب، ولن يتوقف، فالجو يسمح بالصمود مهما طرأ من متغيرات، خصوصاً بعد الاندماج الكلي بين عناصر الانتفاضة من جمهور ومنظمين.

نهاراً، شهدت المدينة حركة إقفال للمؤسسات الحكومية التي فتحت أبوابها، لكن المؤسسات التربوية، خاصة منها المؤسسات الخاصة، فقد التزمت الإقفال تجاوباً مع دعوات أطلقت ليلاً ترفض فيه قرار وزير التربية في الحكومة المستقيلة، وفي غالب الأحوال، يشارك العديد من أساتذتها، وطلابها في الحشود.

كما شهد النهار الباكر قطعاً للطرق، في أحياء المدينة الداخلية، كذلك على مداخلها، وامتداداً إلى مسافات بعيدة، شمالاً باتجاه المنية-فالعبدة، وجنوبا باتجاه البحصاص-البالما- بلوغا لمنطقة شكا، وشرقاً نحو زغرتا.

لكن نداءات من الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري دعت لفتح الطرق بعد أن بدأ كلام يتصاعد متهماً بالمذهبية، التحركات التي أعقبت استقالة الرئيس سعد الحريري، وما لبثت غالبية الطرق أن فتحت التزماً بالنداء، وبقيت ساحة العبدة، وساحة النور، مقفلتين، لكن تجمعات شبابية أقامت خيماً وسط بولفار المنية الدولي، تركت فسحة جانبية لعبور السيارات، ما أضفى جواً من الارتياح عند المواطنين، فأعلنت المصارف فتح أبوابها غداً الجمعة أمام زبائنها.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم