الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أقوالٌ معلّقة

حسن شاحوت
أقوالٌ معلّقة
أقوالٌ معلّقة
A+ A-

قالوا

إنّ السماوات بعيدة عن فوَّهةِ بئرِ البادية

فلماذا تصغي إلى سقوط مطر النسيان وحيداً في آخر السهرة

وإنّ شاخصة القلب في صباحات القرى ما عادت تُقرأُ مثل جناحَي شاهين

فلماذا تجدل ضفيرتين ناعمتين في ألم الحكمة

وإنّ بقايا الأنهر تحت الغيوم الخفيضة

مشت مثلنا، مقروحة الأقدام

فلماذا ترهف سمعك للمستقبل المكسوّ بالحسرات

وتحمل وردة الشك المزركشة إلى تحت الشرشف

حيث الذئب الأزرق

بين القبلة والسكّين

كأنك لم تسمع أجراس القطن تطقطق في بياض سريرك

والخرزات السفلى من ظهر فتاة ريفية تعوي

في سواد عباءتها.

قالوا

لن تأخذ أسماءنا سليمةً مثل كل يوم إلى مجد في مخيلة الخيول المهزومة

ولن تُنجز أغنيةً مفرحة عن مفاتن الجزيرة، في مقهى النهر خلف المحطة القديمة

حيث امرأة أمضت النهار – بوحشة غريب - تفكر في مشهدٍ مشمس

لن تكسر صحن الحكاية

في طابورٍ مدججٍ بشهوات العيون الخجولة

فلماذا تضغط زرَّ حياتك وتُدير ينبوع الهواء

قبل أن تصلك رائحة الخطوات.

قالوا

لن نشرب قهوة وجهك العصيّ حتى تصير حباً مكتوباً في منعطفات النص

لن نكون حرصاء على سهو الأصابع في الطرف الآخر من الليل

حيث الشفة اليابسة تطفئ حريقها في منبت نهدين صغيرين

لن نترك عيوننا مفتوحة كعيون السمك

لننجز وعد الحقول في ليالي الحراسة

أنت الآن وحدك فوق الحدود

حصان يركض في كل اتجاه

بلا غفوة أو كبوة

وبلا حوافر مثقلة بالسنابك

ما عساك تفعل؟

لتعيد السنابل التي أرضعتنا حليب الوله إلى حقلنا الخالي

إلا من نظراتنا

ما عساك تفعل؟

سوى أن تحمل جثث الحقول وتشيّعها بالدموع والقهر إلى مقبرة الرماد

قالوا وأنتَ كذلك قلت:

أيامك التي ضحكت من قلبها تركناها وراء باب الغرفة الأخرى

معلّقة كمنجل على جدار طيني

لم يُستعمَل في الحصاد الأخير.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم