الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تحرّكات الشخوص

المصدر: النهار
زيد الطهراوي
تحرّكات الشخوص
تحرّكات الشخوص
A+ A-

يتمتع الكاتب بحرية في أحداث روايته، فيبدأها بداية سعيدة وينهيها نهاية مأسوية، أو يعجب بالتفاؤلية وإن كانت على حساب الواقع.

وعلى هذا، فإن الشخوص أيضاً يتحركون، لا بحريتهم بل بحرية الكاتب، فيضحكون ويبكون ويسعدون ويبكون، كل هذا بأمر وموافقة من الكاتب.

أما الكتب التي تعتني بالسيرة فقد لا يستطيع الكاتب أن يسيطر على الأحداث والشخوص فيها؛ فلو تفحصنا كتاب "رحلة الضياع؛ ذكريات لاجئ" للكاتب الفلسطيني جمعة حماد، لوجدناه ينقل صورة طبق الأصل عن حياته في بلدته" بئر السبع،" وهي أكبر مدن "النقب"، وذكرياته هناك، وشخصيته التي تعكس ثقافته، ثم يصور سقوط "النقب" تصويراً دقيقاً، ولا ينسى ارتفاع الشهداء، فيثير الشجون ويشحذ الهمم.

أما الكتّاب الذين سردوا قصصاً تعالج أفراداً أو مجتمعات، فقد تحكّم بعضهم في سير الأحداث والشخوص، فبدأوا ذلك كله وأنهوه بما يستسيغه البعض وينكره آخرون.

ففي رواية "الأشجار واغتيال مرزوق" للكاتب عبد الرحمن منيف، تجد أحداثاً مقلقة غير منطقية؛ فمدرّس الجامعة عبد السلام منصور هجر وطنه بسبب تكميم الأفواه ليلتقي بإلياس نخلة الذي هجر وطنه أيضاً بسبب المصائب التي ألمّت به، وخسارته للمال الذي ورثه عن أبيه، وينتهي المطاف بعبد السلام منصور بأن ينتحر بعد أن يموت صديقه مرزوق قتلاً.

إنها أحداث مترابطة كأن من كتبها يريد أن ينهي روايته بطريقة سريعة خشية الملل؛ ولكن المتمعّن يدرك أن الكاتب يريد بهذه الأحداث المأسوية المتكررة أن يثبت أن المواطن العربي مهزوم من الداخل، وهو معرّض للانهيار في أي لحظة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم