الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

أجندة الحراك العملانيّة للأيّام المقبلة تحدّد معيار النجاح أو الفشل

سمير قسطنطين
Bookmark
أجندة الحراك العملانيّة للأيّام المقبلة تحدّد معيار النجاح أو الفشل
أجندة الحراك العملانيّة للأيّام المقبلة تحدّد معيار النجاح أو الفشل
A+ A-
في كثيرٍ من الأحيان تختلط علينا مفاهيم مختلفة لمسائل متقاربة. في الحروب مثلاً، وقفُ إطلاقِ النار لا يعني صنع السلام. قد يوقف البلدان المتحاربان النارَ لكنّ هذا لا يعني أنّ البلدَيْن يصنعان سلاماً. في الثورات، أنتَ تحارب الفساد مثلاً، لكنّ هذا لا يعني حُكماً أنّكَ إذا انتصرتَ ستنجحُ في بناء دولة القانون. قد ينتصر أهلُ بلدٍ على حاكمٍ طاغية، تماماً كما حصل في العراق بإزاحة صدّام حسين. لكنّ هذا الانتصار لم يمنع حقيقةً أكيدة هي أنّ الذين أتوا بعده لم يكونوا أقلّ منه فساداً وظُلماً للناس. ما يجري الآن في العراق دليلٌ على ذلك.لماذا هذا الكلام الآن؟ لأنّ الحراك سجّل خرقاً أول في حركته قد يعتبره البعض انتصاراً، وهو استقالة الحكومة. السؤال المطروح الآن هو: "ماذا بعد اليوم؟". عندما يقود حراكٌ شعبيٌّ عفويٌّ مئات الآلاف من الناس في ثورةٍ شعبيّة، وعندما يسجّل هذا الحراك خرقاً كبيراً يتمثّل باستقالةِ الحكومة، يترتّب على هذا الحراك أن يُبلورَ أجندةً مطلبيّة وخريطة طريق للمرحلة المقبلة.يستطيع الحراك الآن أن يُصر على إقفال الطرق وعلى اتّخاذ قرارٍ بعدم الخروج من الشارع قبل رحيل رئيسَي الجمهوريّة ومجلس النواب. هو يستطيع فعل ذلك. لكنّ الحراك يجب ساعتئذٍ أن يستعدّ لمعركةٍ طويلة، وأن يهيّئ لها الموارد الضروريّة وفي طليعتها التأكّد من مثابرة الناس على تأييده وقدرتهم على فعل ذلك. هذا لن يكون بالأمر السهل.ويستطيع الحراك في المقابل أن يستفيد من لحظة سقوط الحكومة، وأن يحوّلها إلى بداية خطّة عملٍ جديدة مهيّأةٍ بعناية يفرضها على من هُم في السلطة. هذه الخطّة، في هدفها الأول، يجب أن تُريح الناس في مكانٍ ما وتعزّز قدرتهم على الصمود، وتدفعُهم إلى تقديم المزيد من التأييد للحراك. ومن شأن الخطّة في مكانٍ آخر أن تُعطي من هُم في السلطة فرصةً لكي يخرجوا مُرغَمين من الـ Comfort Zone أي "منطقة الراحة" التي قبعوا فيها سعداء منذ اتّفاق الطائف، وأن يلاقوا الحراك في منتصف الطريق، على أمل أن يتغيّر وجه مجلس النواب بشكلٍ أساسي في أول انتخابات نيابيّة لعلّها تكون مُبكِرة.إذا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم