اشترِك في نشرتنا الإخبارية
في الرابع من كانون الأول ١٩٣٣ ولدتَ. وفي السادس عشر من أيلول ١٩٩٢ رحلتَ. تسعة وخمسون عاماً عشتَها على هذه الأرض . وإن رحلتَ في الجسد، إلا أنك باقٍ في ذاكرة كل من اختبر الحياة قربك، وحظي بلقاء معك، أو تسنى له معاصرة حقبتك وقراءة حقيبتك. من قال إن الموت يطوي سيرة العباقرة والغياب يطوي رجولة بحجم التاريخ . ميشال أبو جوده، إن انتقالك من بيننا لن يلغي وجوداً ما زال يعصف في فكر من ألهمتهم وثقًفتهم ونوًرتهم من نبراس علمك ومخزون معرفتك، وسعة ثقافتك، وصوابية رؤيتك.
ثقيل ومتعب ومضنٍ الكلام عنك. كيف لا وأجدني أتهيًب الوقوع في خطأ انتقاء كلمات تعجز عن وصفك، ولا تفي قدرك ومكانتك، وأنت من تبوأت على مدى أربعين عاماً الصدارة في الصحافة الحرة غير المرتهنة إلا للأخلاق المهنية التي طبعت مسيرتك اللامعة في مجال الكتابة للعمود الأهم والمبتكر في الوطن اللبناني والعربي على حد سواء. والذي غدا مع الوقت، مرجعاً للمعلومات، ومستشرفاً للأحداث، وصانعاً للسياسات وللسياسيين، وقارئاً للوقائع قبل حدوثها.
ميشال أبو جوده، أنت من طينة العظماء وقدر الكبار أمثالك، أن يرحلوا باكراً وهم في أوجً عطاءاتهم، لكن عزاءنا بعدهم أنهم يبقون في ذاكرة ووجدان وضمير أحبتًهم.
