الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الراعي للسياسيين: لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها

الراعي للسياسيين: لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها
الراعي للسياسيين: لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها
A+ A-

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الأحد في بكركي، لعد "النظر إلى المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو استهتارية أو تسييسية، قائلاً: "لا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف إيديولوجية هدامة. إنها في الحقيقة ظاهرة التحام الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، في مدنه وبلداته المختلفة، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر، والمطالبة بحكومة توحي الثقة".

وأضاف: "إن هذا المشهد يؤكد للجميع أن ثقافتنا الوطنية التاريخية هي ثقافة الحرية والحياة الكريمة، في دولة المواطنة الحاضنة للتنوع. فلا مجال هنا لترهيب أو لتخوين شبابنا الذين يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية. إن ثقافة العيش المشترك التي تميز لبنان إنما ترتكز على قيم ثلاث: الحرية والتعددية والكرامة الإنسانية. وعليه، لا شرعية لأي سلطة لا تكون ضامنة لهذه القيم وخادمة لها. إن الشعب، في دستورنا اللبناني، هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها. لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله، بل عليها أن تصغي إلى مطالبه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان. صرخة المتظاهرين هي هي، منذ أحد عشر يوماً: تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغرة وحيادية، ومؤلفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها دولة رئيس الحكومة في 21 تشرين الأول الجاري، والتي يقبلها المتظاهرون ولكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها، وقد أمضت سنتين بعد مؤتمر "سيدر" لكتابتها، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب من هذا المؤتمر للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الإقتصادية في لبنان".

أضاف: "هذه الورقة الإصلاحية اعتبرها فخامة رئيس الجمهورية في كلمته بتاريخ 24 تشرين الاول الجاري، "الخطوة الأولى لانقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه" وأكد على "ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي لهذه الغاية". فإننا نطالب جميع القوى السياسية المعنية التجاوب مع دعوة فخامة الرئيس وصرخة الشعب المتكررة".

وتابع: "إن نظامنا السياسي في لبنان ديموقراطي لا ديكتاتوري، تعددي لا أحادي، وطني لا مذهبي، وشعبه هو مصدر السلطات (راجع مقدمة الدستور، "ج" و "د"). ولا أحد يختزل الشعب ويفرض رأيه أو إرادته عليه. فيا أيها السياسيون، كما كنتم تبحثون عن رضى الشعب وصوته في زمن الانتخابات، ابحثوا الآن عن هذا الشعب وعما يرضيه، لئلا تخسروا ثقته بشكل نهائي. لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي، بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل. وأنتم أيها المنتفضون، حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية. سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. فتجاوبوا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نحيي جهودها ونثمن حكمتها. وأدعوكم للوقوف عند الساعة الخامسة والنصف من مساء كل يوم لتلاوة مسبحة وردية السيدة العذراء، التي هي سلاحنا الأمضى والأقوى". 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم