الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

ترامب يمنح شركة أميركيّة حقول النفط السوريّة

ترامب يمنح شركة أميركيّة حقول النفط السوريّة
ترامب يمنح شركة أميركيّة حقول النفط السوريّة
A+ A-

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس أنها تخطط لتعزيز وجودها العسكري في شمال شرق سوريا لحماية حقول النفط هناك من السقوط مجدداً في يد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

قال أحد مسؤولي وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" الذي لم يكشف هويته: "أحد أهم المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة مع شركائنا في الحرب ضد تنظيم داعش هو السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، وهي تعد مصدر عائدات رئيسيّة لداعش".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ملتزمة تعزيز موقعها في شمال شرق سوريا بالتنسيق مع شركائها في قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، بإرسال دعم عسكري إضافي لمنع حقول النفط هناك من أن تقع مجدداً في يد تنظيم داعش أو جهات أخرى مزعزعة للاستقرار".

وأعلن السناتور الأميركي عن الحزب الجمهوري ليندسي غراهام أن "البنتاغون" يعمل على إعداد خطة لمحاربة "داعش" وحماية المنشآت النفطية في سوريا.

ونقلت صحيفة "النيويورك تايمس" أخيراً عن مصادر مطلعة أن الرئيس دونالد ترامب يميل إلى إبقاء مجموعة صغيرة من القوات الأميركية في شرق سوريا لمحاربة "داعش"، تزامناً مع بدء انسحاب القوات الأميركية من قواعدها في شمال شرق سوريا، في حين شددت روسيا على وجوب أن تكون منابع النفط وحقوله في شمال شرق سوريا تحت سيطرة الحكومة السورية.

وصرح غراهام للصحافيين عقب لقائه رئيس هيئة الأركان العامة المشتركة الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، بأن "هناك خطة تعدها هيئة الأركان العامة، من شأنها أن تعمل في اعتقادي، ومن شأنها أن توفر لنا ما نحتاج إليه لمنع عودة داعش ومنع إيران من الاستحواذ على النفط ومنع داعش من الاستحواذ على النفط".

وأعرب عن تحمّسه للخطة، التي "تستجيب لأهدافنا الأساسية في سوريا".

وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن الولايات المتحدة "قد تفعل شيئاً" من أجل "حماية النفط" في سوريا، لتوفير مداخيل للأكراد. ورجح دخول إحدى الشركات النفطية الأميركية سوريا.

وأجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع قائد "قوات سوريا الديموقراطية" مظلوم عبدي، الذي وصفه بالشخص "الرائع"، مشيراً إلى تطلعه إلى لقائه. وقال: "تحدثت منذ قليل مع مظلوم عبدي، إنه شخص ممتاز. وأعرب عن شكره البالغ لما فعلته الولايات المتحدة... وأكد أن تنظيم داعش في قبضة محكمة".

وأشار مع ذلك إلى أن عدداً قليلاً من مسلحي "داعش" الأسرى تمكنوا من الفرار من سجونهم، ولكن قبض على معظمهم بعد مرور وقت قصير. وأضاف: "أنقذنا حياة عدد كبير من الأكراد".

أما عبدي، فقال كما نقل عنه مدير المكتب الإعلامي لـ "قوات سوريا الديموقراطية" مصطفى بالي، عبر "تويتر": "تحدث مع الرئيس ترامب وشرحت له الانتهاكات التي قامت بها تركيا للهدنة التي لم تكن ممكنة دون جهوده العظيمة". وأضاف: "نشكر الرئيس ترامب على جهوده الدؤوبة التي أوقفت الهجوم الوحشي من تركيا والفصائل الجهادية على شعبنا".

وأفاد أن الرئيس الأميركي "وعد بالحفاظ على الشركة مع قوات سوريا الديموقراطية والدعم الطويل الأمد لها في مجالات مختلفة".

ورد ترامب على هذه التصريحات بتغريدة جاء فيها: "شكراً لك الجنرال مظلوم على كلماتك اللطيفة ورجولتك. انقل من فضلك أطيب تمنياتي للشعب الكردي، وأتطلع إلى لقائك قريباً".

أنقرة تطالب باسترداد عبدي

لكن هذا الاتصال بين ترامب وقائد "قسد"، أثار استياء تركيا التي أعاد رئيسها رجب طيب أردوغان فتح ملف عبدي.

ذلك أن مظلوم عبدي مدرج على "قائمة الإرهابيين" المطلوبين لدى السلطات التركية، إثر مشاركته في عدد من العمليات ضد الجيش التركي في تسعينات القرن الماضي في بلدة شمندلي بولاية هكاري التركية.

وأصدرت وزارة الداخلية التركية في 28 تشرين الاول 2018 "قائمة الإرهابيين المطلوبين" وقد ورد اسمه في الفئة الحمراء وترتيبه التاسع.

وبناء عليه، أعلن أردوغان أن "وزارة العدل التركية ستقدم طلباً للولايات المتحدة، لتسليم الإرهابي الملقب مظلوم"، معرباً عن استيائه وانزعاجه من تبادل ترامب الرسائل مع مظلوم.

واستناداً إلى وسائل إعلام سورية محلية، ليس لقب مظلوم عبدي إلا واحداً من مجموعة أسماء مستعارة، استخدمها الجنرال الكردي خلال حياته الميدانية ومنها مظلوم كوباني، الخال، شاهين جيلو، في حين أن اسمه الحقيقي هو فرهاد عبدي شاهين.

ومن المعروف أن عبدي يقود راهنا "قسد"، لكنه أساساً القائد الفعلي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي تصنفه تركيا النسخة السورية من "حزب العمال الكردستاني" التركي.

ولد عبدي عام 1967 في قرية حلنج التابعة لمدينة عين العرب (كوباني) بسوريا، وفي عام 1990 التحق بـ"حزب العمال الكردستاني". وتفيد التقارير أنه كان مقرباً من زعيم الحزب عبد الله أوج الان المسجون في تركيا، وقد تولّى مسؤوليات عدة في الحزب، أهمها مسؤول القوات الخاصة وعضو اللجنة التنفيذية.

وفي عام 1997 سافر إلى أوروبا وبقي هناك حتى الغزو الأميركي للعراق عام 2003، عندما عاد إلى كردستان العراق وانخرط في العمل السياسي.

وفي عام 2011، برز مظلوم عبدي واحداً من ابرز قادة "وحدات حماية الشعب" الكردية لدى تفجّر الأحداث في سوريا، حيث انخرط عام 2014 في المفاوضات مع واشنطن لتشكيل حلف ضد تنظيم "داعش" في سوريا، ولاحقاً حمل صفة قائد "قوات سوريا الديموقراطية".

وكانت مجموعة من الشيوخ الجمهوريين والديموقراطيين قد حثت الأربعاء الماضي، وزارة الخارجية الأميركية على إصدار تأشيرة لمظلوم كي يتمكن من زيارة الولايات المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم