النبطية تلملم "جراح" الأمس بـ"همَّة" إمامها والحراك مستمرّ واستقالة 4 أعضاء من البلدية

تحوّل المشهد الصادم الذي ساد شوارع النبطية، أمس، بين المشاركين بالحراك السلمي وعدد من "الغاضبين" تتقدمهم عناصر من بلدية مدينة النبطية، في محاولة منهم لفتح الطريق المجاور للسرايا، إلى مادة خلافية بين الأهالي، إذ تداعى عدد من الناشطين من أبناء المدينة والتجار وأعضاء من المجلس البلدي إلى جلسة طارئة بمشاركة إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق.

وقال الشيخ صادق للمجتمعين إن "ما حصل بالأمس، مهما سلِمت مقاصده وغاياته، هو أمر مرفوض ومستنكر ولا يليق بآداب وهوية وتاريخ مدينتنا"، ثم توصل مع المجتمعين إلى صيغة "إبقاء الاعتصام في مكانه وعدم نقله إلى أماكن بديلة، وفتح مسرب باتجاه واحد إفساحاً بالمجال للحركة التجارية"، كما تم "تشكيل لجنة لوجيستية تنسيقية بين البلدية والفاعليات والمعتصمين لبحث أي طارئ".

كذلك، أقدم عضو المجلس البلدي الدكتور عباس وهبي على إعلان استقالته من عضوية المجلس البلدي للمدينة، مخاطباً أمين عام "حزب الله " برسالة قال فيها: "أنا الحليف العنيد لمقاومتكم المشرفة، لقد تفاجأت بالتصدي لإهلنا المعتصمين بشكل غير إنساني، وعندما شاهدت الفيديوهات بكيت! فهل نحن بلدية المقاومة تتصدى لأهلنا؟ (...) هناك من ضرب الناس باسمي، وقمع باسمي واسم غيري، لذلك أقدم استقالتي لأن كرامة أهل النبطية - شعب المقاومة، لا تسمح لي الاستمرار بمهامي".

ومثله فعل الطبيب أحمد ضاهر، مؤكداً أنه "حرصاً على أهل المقاومة، وتضامناً مع ما تعرّضوا له بالأمس من هجوم وحشي خلال مطالبتهم سلمياً بأبسط حقوقهم، أقدم استقالتي من عضوية المجلس البلدي في مدينة النبطية".

وقدّم أيضاً محمد صبّاح استقالته "كردّ فعل على ما تعرّض له أبناء مدينتي ومنطقة النبطية من اعتداء باسم المجلس البلدي"، معلناً وقوفه إلى "جانب أهلي وناسي ووجعهم ومطالبهم، ملتزماً بكل ذلك وفي كل مسيرتي خط المقاومة الشريفة الذي أسس لها الإمام المغيب موسى الصدر"، بحسب بيان وزّعه على الفايسبوك.

وفي النبطية الفوقا، أعلن المحامي وليد غندور عبر حسابه على "الفايسبوك" أنه "انسجاماً مع قناعاتي مع الثورة وعروس الثورة مدينة النبطية، واستنكاراً للاعتداء الهمجي الذي وقع علينا، أعلن استقالتي من عضوية المجلس البلدي لبلدة النبطية الفوقا".

يذكر أن الأعضاء المستقيلين هم من المستقلين الذين كانوا في عداد كتلة "حزب الله" ضمن تحالفات "الثنائية الشيعية" إبان الانتخابات البلدية الأخيرة باستثناء صبّاح المحسوب على كتلة "أمل".

[[embed source=vod id=7815 url=https://www.annahar.com/]]

وكان المعتصمون قد احتشدوا منذ الحادية عشرة ظهراً في الباحة المجاورة للسرايا الحكومية حيث تم وضع عوائق حديدية في جوار السرايا لحصر بقعة التظاهر بما لا يعيق حركة السير ضمن السوق التجارية وسط انتشار مكثف لقوة التدخل في الجيش وقوى الامن الداخلي. وقدمت قرابة الثانية عشرة ظهراً مسيرة من الحراك القائم في بلدة كفررمان للتضامن مع حراك النبطية على وقع هتاف "ما بدنا جيش بلبنان غير الجيش اللبناني"، كعربون شكر للجيش على مواكبتهم وحمايتهم بالأمس.

وألقى حاتم غبريس كلمة أكد فيها على "ضرورة استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومية حيادية للقيام بانتخابات نيابية بقانون انتخابي خارج القيد الطائفي بدائرة واحدة لاستعادة الأموال المنهوبة وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية". وشكر ساحات الاعتصام في عكار وبعلبك وصور وبيروت وكل لبنان لتضامنهم مع حراك النبطية".

وعلى وقع الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" و"كلن كلن حرامية" استكمل الحراك تواجده في الساحة المخصصة قرب السرايا بشكل سلمي إلى أن استفزّتهم سيارة بزحاج داكن كادت تطيح الترتيبات التي حرص الجيش عليها منذ الصباح، لكن سرعان ما تمكن الجيش من إعادة فتح الطريق وضبط غضب المحتجين.

وتوجه المتظاهرون نحو مصرف لبنان حيث أعلنوا أن "رياض سلامة من الحراميي"، وهتفوا "يسقط حكم المصرف"، و"الشعب الخط الأحمر".

ولا يزال الاعتصام قائماً على دوار كفررمان وسط فتح جزئي للطريق باتجاه مدينة النبطية على المسربين عند المدخل الشمالي.

صحيح أن ما شهدته الساحة "النبطانية" أسهم بفتح الطريق وأفضى إلى لجنة تنسيق مع الحراك داخل المدينة، إلا أنه أحدث "بلبلة" ظاهرة بين أهل المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وشجّع بعض الأعضاء على تقديم استقالتهم ولو كانت إعلامية، ولم تقدم للمحافظ بعد، فهل تنجح "المصالحات المنتظرة" بتدارك الشرخ الحاصل، أم سيتعمق أكثر باستمرار الحراك السلمي؟