الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

دراسة: هذا ما سيفعله التغيّر المناخي بالعالم العربي!

جاد محيدلي
دراسة: هذا ما سيفعله التغيّر المناخي بالعالم العربي!
دراسة: هذا ما سيفعله التغيّر المناخي بالعالم العربي!
A+ A-

لا شك أن الاحتباس الحراري يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية، ويعود تزايد تأثير السلبي لعدة أسباب، بعضها ظهر منذ بدايات الثورة الصناعية، حيث كانت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشرية المنشأ تساهم في زيادة درجة حرارة سطح كوكبنا. وإن استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع بهذا المعدل، فمن المتوقع أن يصل الاحترار العالمي الى 1.5 درجة مئوية بين عامي 2030 و 2052، كما تؤكد اللجنة الدولية للتغيرات المناخية IPCC. وبحسب معهد "ماكس بلانك" للكيمياء، ستشهد بعض المناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعاً في درجات الحرارة في الصيف بحوالي 4 درجات مئوية بحلول منتصف القرن الحالي، حتى ولو نجحت الجهود الدولية في الحد من متوسط درجة الحرارة العالمية بناء على اتفاقية باريس الموقعة عام 2016. وستكون عواقب هذا الارتفاع عديدة، وسيدفع سكان البلدان العربية ثمناً باهظاً بسببها.

ولن تكون في المستقبل السيول العنيفة كالتي تحصل في جدة، مجرد حوادث منفردة، ولن تقتصر الكوارث على الطوفانات فحسب، إذ من المرجح اعتماداً على وكالة الفضاء الأميركية ناسا، أن يكون الجفاف الأخير الذي بدأ عام 1998 في منطقة شرق البحر المتوسط، أسوأ من جميع مواسم الجفاف التي شهدتها المنطقة في القرون التسعة الماضية. حذر البنك الدولي قبل عدة أعوام من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين أكثر الأماكن على الأرض عرضة للخطر نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر، خاصة المناطق الساحلية المنخفضة في مصر وتونس وليبيا وقطر والإمارات والكويت. كما توقع أن يتعرض عشرات ملايين البشر في المنطقة لضغط نقص المياه بحلول عام 2025. وشح المياه نتيجة الجفاف سيؤدي بدوره إلى زيادة الضغط على موارد المياه الجوفية وإلى قلة المحاصيل الزراعية، مما سينعكس على اقتصاد هذه الدول، وعلى العائدات من المحاصيل الزراعية والسياحة، وعلى معدلات البطالة والنزوح السكاني والصحة.

يذكر أنه قبل عدة سنوات حددت الأمم المتحدة النشاط المناخي كأحد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، كما وقعت عدة دول على اتفاقية باريس لاتخاذ إجراءات لوقف زيادة معدل درجة الحرارة عالمياً. ولكن لم تتخذ بعد إجراءات حاسمة رغم طرح بعض الاقتراحات المتعلقة بسياسات تنظيم الانبعاثات أو بالهندسة المناخية؛ وذلك لأن الإجراءات لن تكون دون ثمن هي الأخرى، وقد تكون خطرة. وبالرغم من أن ارتفاع درجات الحرارة الحالية أعلى بكثير من السنوات الـ 800,000 الماضية، علينا ألا ننسى أن الإنسان برهن على قدرته على التأقلم مع مختلف الدورات الطبيعية في مناخ الأرض على مر العصور. ولاشك أن الحل الجذري والفعال يتطلب عملاً توافقياً على مستوى عدة دول ولكن في الواقع بإمكان كل واحد منا فعل شيء ما مهما بدا صغيراً، مثل ترشيد استخدام الطاقة ونشر الوعي حول التغير المناخي مع محيطه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم