الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مصدر امني لـ"النهار": قنبلتا الكولا والخاشقجي هدفتا لاثارة الفتنة

عباس صالح
A+ A-

دوي الانفجار عند مستديرة شاتيلا - الطيونة قصقص بعيد ظهر امس، الناتج من انفجار قنبلة صوتية قديمة العهد كانت رميت او وضعت في مستوعب النفايات القريب من حاجز الجيش المستحدث في المنطقة، لم يؤد الى وقوع اي اصابات او حتى أضرار مادية تذكر، باستثناء حالة الهلع والخوف بين المواطنين الذين يعيشون أقصى حالات القلق في كل لبنان، وهو قلق مرتبط بالخوف من أصوات الانفجارات التي باتت تطبع يومياتنا اللبنانية.


مجرد اصوات الانفجارات حتى ولو كانت اصوات مفرقعات ثقيلة بات لها تداعيات في نفوس اللبنانيين الخائفة على المصير الاسود الذي يمكن ان يلاقيه المرء في أي لحظة، وفي أي مكان. حيث باتت كل الامكنة مشرعة للموت تطايراً.
لكن، وفي ظل ذلك الخوف بات السؤال ملحا حول حقيقة عمليات القاء القنابل، والتي تحولت رغم محدوديتها الى ظواهر لافتة تتبع كل تفجير انتحاري، ولا سيما في الآونة الاخيرة حيث ما ان تم تناقل الاخبار المتعلقة بالتفجير الانتحاري داخل سيارة فان مخصص لنقل الركاب بالاجرة على طريق الشويفات مساء الاثنين، وبعد أقل من ساعتين على اعلان الخبر حتى وصلت سيارة ما تزال مجهولة المواصفات والركاب من فوق جسر منطقة الكولا المؤدي الى نفق سليم سلام في اتجاه عدد من المارة والسيارات في المنطقة ما أدى الى تضرر سيارتين فقط .
قبل ذلك، وما ان تم الاعلان عن التفجير الانتحاري مساء السبت الماضي في محطة الايتام في مدينة الهرمل، حتى حضر شبان مجهولون بسيارة مجهولة ورموا قنبلة يدوية على باحة مسجد الخاشقجي في قصقص في بيروت أسفرت عن سقوط جريحين هما خادم المسجد خليل عيتاني وحارس المسجد ياسر المصري اللذين كانا في داخله.
وأظهرت التحقيقات الأولية ان القنبلة مرمية من خارج سور المسجد، حيث وجدت "عتلة" القنبلة على الطريق خارج السور.
واذا كانت منطقة قصقص مطبوعة بأنها خط تماس تاريخي بين منطقتين مكتظتين بالسنة والشيعة كونها على تخوم الخزانين البشريين المتقابلين في مناطق الطريق الجديدة والشياح والغبيري، فان اللافت ايضا في قنبلة الكولا التي أتت بعيد التفجير الانتحاري في الشويفات انها رميت في منطقة ساخنة جدا، وعادة ما تتحول سريعا ملتهبة عند أي حدث أمني، حيث تعتبر نوعا من خط التماس بين منطقتي وطى المصيطبة التي يقطنها خليط درزي وشيعي، ومنطقة الطريق الجديدة التي تقطنها الغالبية السنية، في حين تعرف المنطقة الجنوبية لمحلة الوطى والتي تضم اغلبية شيعية تجاهر في ولائها لمقاتلي "حزب الله" وترفع الرايات الشيعية المؤكدة على الولاء للحزب وحركة امل فوق الابنية المقابلة لابنية الطريق الجديدة، وبالتالي فان هذه المناطق باتت موسومة بانها تشهد عادة مناوشات بين ابناء المنطقتين عند أي خلاف ميداني، ودفعت أثمانا له في أوقات سابقة شبان قتلى من ابناء المنطقتين.
من خلال حدثي القاء القنبلتين، تصوب الانظار في اتجاه امكانية ارتباطهما بالاعلان عن التفجيرين الانتحاريين في الهرمل والشويفات وهو سؤال وجهته "النهار" الى مسؤول امني معني بالتحقيقات في هذا الاطار، فأكد ان القوى الامنية والعسكرية لا يساورها ادنى شك في ان الجناة الذين رموا القنبلتين في الكولا وقصقص انما يرميان الى استغلال حدثي التفجيرين وحرارة النفوس المشحونة في تلك اللحظات الصعبة بهدف جر الجميع الى اقتتال أهلي.
وقال ان الجيش يتخذ كل الاجراءات لمنع اي تطور في المواقف الميدانية عند كل حادث امني، ولكن دائما ما تحدث خروقات وهناك من يتربص بهذا البلد الشرور..مع اننا سنبقى بالمرصاد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم