صباح الأربعاء: الانتفاضة مستمرة ولا مدارس حتى إشعار آخر... طرابلس ليست قندهار
صباح الخير، إليكم أبرز مستجدات الأربعاء 23 تشرين الأول 2019:
مانشيت "النهار" اليوم جاءت بعنوان الانتفاضة تستمر ... والحكومة لا تستقيل ضاقت السلطة ذرعا بالحراك المدني الذي ولد انتفاضة غضب عمت كل المناطق، ومنها مناطق لم تعرف الحركة الاعتراضية على هذا النحو من قبل، وشكلت طرابلس وصور المثالين الصارخين على تحدي المفروض ورفض السائد. كما ان الحراك في المناطق المسيحية بدأ يرسم صورة جديدة للعبة السياسية التي تقض مضاجع العهد، وقد ظهر الاستياء واضحاً في صفوف "التيار الوطني الحر" عبر مناصريه واعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، فركز حملته على اتهام "القوات اللبنانية" بتحريك الشارع ضد العهد.
في مقالات اليوم، كتب سمير عطالله لبنان ينتخب في الهواء الطلق لم يسمع اللبنانيون خلال السنوات الاخيرة سوى لغة التمنين التي لا يطيقها الإبن من أبيه. وكان بعض احداث السياسة ينسبون الى أنفسهم ما تكرّم به الخالق وما تفضّل به الخلق. وفي جملة ما في التمنين لهذا الشعب في وجهه "جبنالكم النفط". والشعب لم يكن يحلم بالنفط لأنه يعرف سلفاً اين سوف يصب. كل ما كان يطمح إليه ساعة كهرباء اضافية، بعدما اصبحنا "قلب الظلام" كما في رواية جوزف كونراد.المنّة الكبرى الأخرى كانت ما سميّ "قانون" الانتخاب.
وكتب نبيل بو منصف ما بعد "الهدير" ؟ لنسلم جدلا بان السلطة السياسية المصدومة بهدير الانتفاضة الغاضبة المتصاعد منذ اسبوع والمفتوح على افق زمني غير محدود تراهن على عامل الوقت لتراجع هذا الزخم اولا ولتحول الكثير من عوامل اذكاء الاحتجاجات الى عناصر مؤذية لها وانقلابية ضدها فالى اين ستؤدي بالانتفاضة هذه الرهانات واي مآل للمواجهة المفتوحة ؟ الحال ان طبيعة المواجهة بين الانتفاضة والسلطة تبدو في ظل طي اسبوعها الاول اشبه بالنشرات الطارئة التي عادت المواقع الاخبارية ومحطات التلفزيون المحلية تغرقنا بتفاصيلها في صباحات يوميات الانتفاضة الجديدة عن حال الطرق المقطوعة والمفتوحة والمابينهما في طول لبنان وعرضه ، بما ينكأ الذاكرة لدى المخضرمين عن بواكير الحرب في السبعينات حين صار صوت الراحل شريف الاخوي خريطة الطريق والدليل الوحيد للبنانيين لاستشراف "السالك والآمن " من طرقهم وتنقلاتهم لا بل من مصير حياتهم !
وكتبت ميشيل تويني ثورة ثورة ثورة واخيراً تكلمت الأكثرية في لبنان التي لم تكن تريد الكلام لانها كانت مختنقة من رائحة النفايات وكانت ترزح تحت معاناة الضغط الاقتصادي المعيشي وكانت يائسة من طبقة سياسية فاسدة لم تقدم لها سوى الرداءة والتراجع الى الوراء. تكلمت هذه الأكثرية، صرخ هذا الشعب العظيم وقال بصوت عال: ارحلوا جميعكمً، فنحن من كل الطوائف اجتمعنا لنقول لكم شبعنا من صفقاتكم، شبعنا من تجويعكم وشبعنا من استبدادكم.
وكتبت روزانا بو منصف ابرز الخطوات: احترام الشعب في مطالبه المأزق الذي تواجهه السلطة اللبنانية راهنا اشبه بلحس المبرد بحيث ان الواقع الانتفاضي للشعب اللبناني في المدن والمناطق على امتداد الاراضي اللبنانية سيؤدي في حال استمراره بضعة ايام اضافية الى انهيار علما ان رفض استقالة الحكومة وهي احد مطالب المنتفضين يمكن ان يؤدي الى تسارع الانهيار المالي. وما لم يتم ايجاد مخرج واقعي وعملاني للمأزق قبل نهاية الاسبوع الجاري فان الوضع سيكون كارثيا علما ان المؤشرات لذلك موجودة بقوة راهنا.
وكتب سركيس نعوم "الحزب" و"القوّات" و"الاشتراكي" أخطأوا أم أصابوا؟ الموقف هذا النهار" اليوم سيتناول مجموعة أحداث ومواقف بعضها قديم يلقي ضوءاً على الحاضر وما سبقه وربّما على ما سيعقبه، وسيُعلّق على معظمها وسيذكر في هذا المجال زعماء وأحزاب وتيّارات وجهات، ولكن بكل تهذيب لأنّ "أصول المهنة" تفرض على كاتبه وأخلاقه ذلك.نبدأ باستقالة وزراء "حزب القوّات اللبنانيّة" من الحكومة قبل وقت قصير من بدء الاحتجاج الوطني اللاطائفي الأضخم في التاريخ الحديث للبنان. وهنا لا نناقش رئيسه سمير جعجع في الأسباب التي دفعته إلى قرار الاستقالة. فالكثير منها صحيح لكنّنا نناقش توقيته.
وكتب راجح الخوري الثنائية الذهبية: الشعب والجيش كان يمكن ان تذهب البلاد الى فوضى مسلحة وبعدها الى حرب أهلية جديدة، لكن المعادلة الذهبية التي طرحها قائد الجيش اللواء جوزف عون عن ثنائية العلاقة بين الجيش والشعب، حالت دون ان تتحول ساحات التظاهرات غير المسبوقة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، حيت معاقل "حزب الله" و"حركة أمل"، ساحات لمواجهات دموية، لن تعيد هذا الشعب الى قمقم الصمت والصبر في وجه الفقر والبطالة اللذين ترعاهما دولة، لكنها ستأخذه الى حرب جديدة تحرق ما تبقى من البلد!
وكتبت موناليزا فريحة تشويه الانتفاضة لن يُعيد هيبة السلطة! ليست مصادفة أن يتّحد اللبنانيون احتجاجاً على الضرائب في الشكل ودفاعاً عن كرامتهم في العمق، بعدما أُغرقوا بالوعود الطنانة، بعد أطول فراغ حكومي يشهده لبنان، أعقب فراغاً رئاسياً قياسياً ايضاً.
في أقل من سنة، نجحت حكومة "الى العمل" التي خرجت الى النور بعد مخاض عسير، في التسبب باقفال عدد قياسي من المؤسسات وإفلاس أخرى وزيادة البطالة إلى معدلات قياسية وابقاء آلاف التلامذة خارج مقاعد الدراسة. ولعل آخر انجازاتها اعادة سعر صرف الليرة الى التداول، وهو ما يهدد لقمة عيش القسم الأكبر من اللبنانيين.
أما ابراهيم حيدر فكتب تحية إلى طلاب الإنتفاضة... للمرة الأولى يتقدم طلاب الجامعات وتلامذة المدارس مشهد الإنتفاضة ضد السلطة وفسادها ورفضاً للضرائب ومطالبة بالإصلاح. شبان وشابات من مختلف الجامعات ومن طوائف مختلفة كسروا الصمت وتصدروا الساحات بلا أجندات سياسية مسبقة، بل بقرار مستقل يقول أن لا ولاءات غير مشروطة، ومنهم من تمردوا على أحزابهم وتياراتهم السياسية والطائفية، فكتبوا الربيع اللبناني ورفعوا رايته من أوسع البوابات. سار شباب الجامعات في المقدمة من خارج الإصطفافات بعدما كانوا في سبات عميق.
وكتب عبد الوهاب بدرخان لا مرجعية وطنية لإعادة الثقة بذل الرئيس سعد الحريري ما يستطيعه، وبذلت الحكومة ما تستطيعه، لكنهما لم يتمكّنا من اجتياز المسافة لملاقاة وعي الشعب ونقمته. الهوّة العميقة بين المجتمع ومنظومة الحكم لم يحفرها هذا الحراك في أربعة أيام بل كشفها، ولم يعد في الإمكان تجاهلها أو تجاوزها، لا بالدراجات النارية ولا بالقمصان السود ولا بالسّبابات المتوعّدة. فجأةً وجدت المحاصصات الطائفية وتواطؤات "التسوية الرئاسية" نفسها وحيدة على قارعة الطريق، ذائبة في حشود الساحات والشوارع.
وكتب الياس الديري لبنان جديد يُشبه... لبنان كان من الضروريّ والمُفيد أن تطل على لبنان مفاجأة بهذا الحجم، وبهذا التعبير الشعبي الحافل بالرقيّ والاتزان الصادر عن الألوف المؤلّفة، والتجمُّعات المُنتشرة في معظم المدن والمناطق اللبنانيّة. وللمرّة الأولى بهذه الأعداد والأرقام التي لم يُسبق لوطن النجوم، ووطن الثماني عشرة طائفة أن عرفها.ولم تقتصر الانتفاضة التاريخيّة على الجغرافيا اللبنانيّة، بل هي بلغت دولاً عبر البحار والمسافات البعيدة، وحيث يحلُّ لبنانيّون هاجروا بحثاً عن لقمة العيش، أو لقمة العلم، أو لقمة الطمأنينة والأمان.
وكتب ابراهيم بيرم "حزب الله" يضع ثقله لدعم "الخطة الإصلاحية" فنيش لـ"النهار": لإعطاء الحكومة فرصةً لتنفيذها صار واضحاً ان "حزب الله" قد وضع ثقله لدعم تنفيذ "الورقة الاصلاحية" التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة، وإعطاء الحكومة فرصة للشروع في تنفيذ مضامين هذه الورقة ومندرجاتها مدخلاً أساسياً للتهدئة اولاً ومن ثم فتح باب معالجة التردّي الاقتصادي والمالي.وفي هذا الاطار، وصف وزير الحزب محمد فنيش في حديث الى "النهار" الورقة الاصلاحية المقرّة بعدما نالت موافقة غالبية مكونات الحكم، بأنها "فرصة كبرى وبداية حقيقية لضمان الخروج من الازمة السياسية والاقتصادية التي تراوح البلاد فيها منذ فترة لليست بالقصيرة، وتفتح الباب امام رحلة اصلاح ينشدها الجميع بالحاح منذ زمن.
وكتبت سلوى بعلبكي زيادة الضرائب فجّرت الشارع... فهل تكفي المعالجة من دون خطة شاملة؟ طوال الأسبوع الفائت، توالت الأحداث وتسارعت على تنوعها لتكشف عجز الحكومة وضآلة تدابيرها وسطحية مواقف بعض وزرائها حيال مخاطر الأزمة الخانقة التي زعزعت أسس التسوية التي جاءت بها وتكاد تطيح بتحالف وتآلف أركانها.فبعد أزمة الدولار والبنزين والطحين، اندلعت حرائق الغابات وتوزعت على مختلف المناطق اللبنانية، فبدت وكأنها "بروفة" تجريبية تمهّد لتكرارها في إشعال الشارع، فيما كانت فكرة العشرين سنتاً التي اقترحها وزير الاتصالات محمد شقير وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير.
وكتبت ميشيل تويني: ثورة ثورة ثورة واخيراً تكلمت الأكثرية في لبنان التي لم تكن تريد الكلام لانها كانت مختنقة من رائحة النفايات وكانت ترزح تحت معاناة الضغط الاقتصادي المعيشي وكانت يائسة من طبقة سياسية فاسدة لم تقدم لها سوى الرداءة والتراجع الى الوراء. تكلمت هذه الأكثرية، صرخ هذا الشعب العظيم وقال بصوت عال: ارحلوا جميعكمً، فنحن من كل الطوائف اجتمعنا لنقول لكم شبعنا من صفقاتكم، شبعنا من تجويعكم وشبعنا من استبدادكم.
وكتبت سلوى بعلبكي الورقة الاصلاحية للحكومة... شيك من دون رصيد! بالامس كتبت "النهار" عن "الورقة الاصلاحية" "تمخض الجبل فولد فأرا"، لنكتشف اليوم أن هذا الفأر ولد مصابا بشلل نصفي غير قادر على الحركة ولا أمل في شفائه. فالسلطة أثبتت من خلال هذه الورقة أنها تحاول الهروب الى الامام متجنبة السقوط السريع من خلال محاولة رشوة الشعب وتخديره ببضعة اصلاحات نصفها وهمي والنصف الآخر غير ذي فائدة.
وكتبت فاطمة عبدالله: صُور وطرابلس: بهجة الإنسان الحرّ لبنان في منتهى الجمال، فروحية عظيمة تولد من جديد. تتبارى المناطق في الصراخ المُتّخذ أشكالاً من التعبير، الفرِح والغاضب، المُشرق والتوّاق إلى الشمس. الساحات للكرامات، مهما حاول أفراد قلْب المسارات. المهزلة لا تضيّع البوصلة، طالما أنّ النيّة ولادة وطن. صور وطرابلس نموذجان لبهجة من نوع آخر. بهجة الإنسان الحرّ.