السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بالصور والفيديو: جبيل انتفضت ورفعت الصوت عالياً... رفضٌ للورقة الإصلاحية ولا ثقة بالطبقة الحاكمة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بالصور والفيديو: جبيل انتفضت ورفعت الصوت عالياً... رفضٌ للورقة الإصلاحية ولا ثقة بالطبقة الحاكمة
بالصور والفيديو: جبيل انتفضت ورفعت الصوت عالياً... رفضٌ للورقة الإصلاحية ولا ثقة بالطبقة الحاكمة
A+ A-

جبيل كما كل مناطق لبنان انتفضت على الفقر والحرمان، نزل أبناؤها إلى الشارع، رفعوا الصوت عالياً، مطالبين بإسقاط الحكومة وقراراتها وكل الطبقة الحاكمة، قطعوا الاوتوستراد بالاتجاهين. وتضامناً مع جميع اللبنانيين في مطالبهم، أقيمت في الأمس ساعة صلاة وسجود للقربان الأقدس في كنيسة سيدة الورديّة في بلاط، شارك فيها كاهن رعية مار بطرس – جبيل وأبناء الرعية والراهبات وأصدقاء الوردية.

[[embed source=vod id=7569 url=https://www.annahar.com/]]

"ثورة شعب جاع واكتوى"

"هذه ثورة شعب جاع واكتوى من سوء إدارة البلد في الفترة السابقة، شعب شبع وعوداً رنانة لتحسين وضعه وحياته، شعب لم يعد يريد وجود سلاحين داخل الجمهورية، شعب يرفض حزباً حاكماً يتصرف بمستقبله ومستقبل أولاده، فاليوم الثورة على السلاح غير الشرعي الذي يتفرد بالخيارات الوطنية بفوقية، وثورة على الحزب الحاكم الذي تخطى بخطابة الحد الأدنى من اللياقة والوطنية بعد أن كان يعد اللبنانيين بالاصلاح والتغيير وبناء الجمهورية"، بحسب ما قاله عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط لـ"النهار"، قبل أن يشرح: "الاول أخذنا إلى عزلة دولية وإقليمية وأصبح قرار الحرب والسلم خارج إطار الشرعية اللبنانية، والثاني أوصل لبنان اقتصادياً الى أبعد من الهاوية، لذلك كله انتفض الشعب اللبناني ضد كل من أساء إدارة هذا البلد خلال الفترات السابقة".

المطلوب اليوم كما قال الحواط "حكومة اختصاصيين، نحتاج إلى أشخاص بإمكانهم معالجة الملفات الاقتصادية والوطنية كوننا وصلنا الى وضع يرثى له، طلبات الشعب اللبناني متواضعة وهي حق لأي مواطن في كل بلدان العالم"، وعن الورقة الاقتصادية علّق: "المشكلة أنها ولدت في 72 ساعة في الوقت الذي وعدوا فيه الشعب بورقات اقتصادية منذ 3 سنوات، الشعب لم يعد لديه ثقة بهم، جبران باسيل وجماعته وعدونا بالكهرباء منذ عشر سنوات وإلى اليوم لا يوجد كهرباء وغيرها الكثير من الملفات المشابهة"، وتمنى على الرئيس سعد الحريري الضرب بيد من حديد والضغط والإسراع لتشكيل حكومة اختصاصيين لمعالجة الأزمات، حيث قال: "أنا أعرف حرص الحريري على الوطن". وعن مدافعة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله عن العهد أجاب: "لم يعد بإمكانه الحديث مع اللبنانيين بهذه الطريقة ولا أن يقرر عنهم ويتحدث باسمهم، نريد من الشرعية والدولة اللبنانية القيام بذلك".


ربيع عربيّ متأخر

"وأخيراً تحركت جبيل، وهذا دليل كم أن الوجع أصبح كبيراً، عدا عن أن الأجيال والأفكار تغيرت"، بحسب ما قالته أستاذة الآثار في الجامعة اللبنانية ندى الحلو لـ"النهار"، مطالبةً "بانتخابات نيابية تؤدي الى تغيير كل الطاقم القديم واستبداله بمثقفين شفافين، همّهم الوطن لا تعبئة جيوبهم"، أما حلمها "فدولة علمانية".

"وصل المواطنون إلى نقطة وجدوا أنه بوجود النظام أو عدمه يتجهون الى المهوار، لذلك فضلوا الذهاب إليه بإرادتهم، وما يحصل في لبنان هو الربيع المتأخر للربيع العربي، مع فارق أن الدول العربية لديها نموذج واحد للسلطة، أما نحن فلدينا 15 نموذجاً، وهي كثيرة ومخيفة بسبب قدرة السياسيين على ترك الناس تتحدث عما تريد، وفي ذات الوقت يمتلكون القدرة على قمعهم"، بحسب ما قالته أستاذة التواصل السياسي والنوع الاجتماعي في قسم العلاقات الحكومية والدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الـ NDU ربى الحلو.

نظرية المؤامرة التي يحاول البعض ترويجها تسقط كما قالت الحلو "أمام وجع الناس. المواطنون جاعوا، لم يعد بمقدورهم الدخول إلى المستشفيات للعلاج، القدرة الشرائية إلى انخفاض، وتقديمات الدولة الاجتماعية إلى الاختفاء، التلوث نهشنا من كل الجوانب، الهواء والماء والطعام ملوث، لذلك كله نرى المجتمع يرقص في التظاهرات من قهره وهو يطالب بأدنى حقوقه على رأسها المطالب المعيشية والكرامة الانسانية، لم يعد يريد أن يدفع فاتورة الكهرباء والماء مرتين، وأن تقمع حريته في التعبير كما حصل في الفترة الاخيرة، الآن أكثر من مليون لبناني يعبّر عن رأيه في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي إذ لم يعد لديه ما يخسره، فبعد 30 سنة حرب يعيش اللبناني في القهر".


العدالة الاجتماعية أولاً

وعن الورقة الاصلاحية علّقت: "عدا عن انه لم يعد لدينا ثقة بالسياسيين، فإن الورقة الاصلاحية لم تتطرق الى أمور أساسية، لم نجد بنداً فيها يتحدث عن مستقبل البلد، ولا بنداً مطلبياً واحداً ورد فيها لإظهار النية الجدية، لا بل تفنيدها يظهر أنها تزيد دين الشعب"، وأضافت: "البغض بين الناس والدولة تراكم عبر السنوات، والسياسيون يتغاضون عنه. الهوّة في التعاطي نجدها عبر صرخة المواطنين الذين كسروا رهبة مجموعات حاكمة اعتقدت أنها هي أو لا أحد"، وأشارت إلى أنه "يجب تفكيك النظام الطائفي المعمول به منذ أكثر من 150 سنة والذي أُخذ عن الاتراك واستمرينا به، كما يجب تفكيك حاجز الخوف بأن عدد المسيحيين أقل من عدد المسلمين، يجب الآن البحث في كيفية تفكيك هذه المنظومة للوصول الى العدالة الاجتماعية التي تؤدي إلى حلحلة العديد من القضايا منها العنف ضد النساء والاطفال، فالعدالة ان أشعر بكرامتي محفوظة من قبل الدولة كي نتمكن من بناء وطن".

الحكومة تراهن كما قالت الحلو "على نبض الشعب، والى متى يمكنه الاستمرار في التحركات، لا سيما وأن المصارف مغلقة والصرافات الآلية شارفت على النفاد من المال، لكن أعتقد ان التحركات ستسمر، على الرغم من وجود اشخاص يخشون ان تؤخذ التظاهرات الى مكان آخر كما حصل في تظاهرات 2015، لذلك على الحكومة الحالية التفاوض مع المتظاهرين حول مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة جديدة مصغرة قادرة على الوصول لحلول جذرية لكل الاوضاع".


نقاط قوة التظاهرات

نقطة القوة في هذه التظاهرات كما اعتبرت الناشطة في المجتمع المدني، مؤسِّسة ورئيسة منظمة إعلام للسلام "ماب"، فانيسا باسيل "أنها ليست مركزية، ووجودها في كل المناطق دليل على ان جميع اللبنانيين لديهم ذات الوجع، كما ان استمراريتها نقطة إيجابية تضاف إليها، عدا عن أنها متنوعة وشاملة، فاللبنانيون نزلوا مسلمين ومسيحيين، محازبين وغير محازبين، أشخاصاً سبق أن انتخبوا الطبقة الحاكمة وغيرهم من الحياديين، فالوعي بدأ عند المواطنين"، وعن المطالب أجابت "استقالة الحكومة وحل مجلس النواب والدعوة الى انتخابات مبكرة في ظل قانون انتخابي جديد يساهم ويشجع على وصول وجوه شبابية الى السلطة، فنحن نحتاج الى وجوه شبابية تحمل أمل التغيير"، معتبرة الورقة الاصلاحية "إبرة تخدير، بنودها غير واقعية بل أفلاطونية"، وختمت: "جبيل تؤمن بالوحدة الوطنية واليوم برهنت عن ذلك، نزل المسلمون والمسيحيون من مدينة جبيل وضيعها والقرى المحيطة بها ليضموا صوتهم الى صوت اللبنانيين في كل المناطق، ولإيصال صرختهم والقول كفى".

"لعبة شطرنج"

من جانبه، اعتبر الناشط في المجتمع المدني الياس معلوف (من سكان جبيل) أنه "كان لدينا أمل خلال انتفاضة 2005 عندما نزلنا الى الشارع للمطالبة بخروج الجيش السوري ان نصل الى تغيير كبير، لكن وجدنا نفسنا امام حائط زعماء الحرب الاهلية، لذلك ما يحصل اليوم هو ردة فعل لفشل التحرك الماضي، نعم أخرجنا السوريين حينها لكن أبقينا على من أدخلهم الى وطننا، اليوم نحاول بكل قوتنا ان لا نكرر خطأ الانتفاضة الماضية، والدليل رفعنا شعار "كلن يعني كلن" وشرح: "من أجل مليون سبب نزلنا اليوم الى الشارع، بلدنا مشلول بسببهم منذ الحرب الاهلية، لا سكك حديدية ولا نقل مشترك، لا ضمان شيخوخة، اهل العسكريين الذين خطفوا في عرسال تم التعامل معهم بطريقة غير أخلاقية"، واصفاً ما يجري بـ"لعبة شطرنج، لا احد يعلم الى أين سنصل، فالتحركات عفوية لكن نقوم بها بطريقة ذكية، لا شيء لدينا لنخسره، فنحن في الاساس من دون دولة"، وعن الورقة الاقتصادية قال: "نأسف ان نسمع ذات الاسلوب والخطابات حين حصلت الثورة في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية، لم يتطرق الحريري الى اي من الامور الاساسية".



وجهة نظر معاكسة

على عكس المندفعين الى التظاهر، لدى الكاتب نمر نمر (ابن جبيل) ملاحظات عدة على الطرفين، حيث قال: "جزء من الانتفاضة ممنهج والجزء الآخر عفوي، اعتراضي على الاجندات التي نفذت منذ تشرين الماضي الى اليوم حتى وصل الشعب الى هذه النقمة، نعم المواطنون لهم الحق في التظاهر لكن تحريك الشارع مشبوه بجزء منه"، وشرح: "أمور عدة بدأت بشكل تدريجي من الاشاعات، كإشاعة الستة عشر مليون دولار التي دفعها الحريري كما قيل لعارضة ازياء، الى افتعال الازمات كأزمة الطحين والبنزين وافتعال الحرائق"، وأضاف: "ما يحصل يذكرنا بأجواء سنة 2005، وعلى الرغم من رفض البعض لنظرية المؤامرة الا ان ذلك لا يلغي وجودها، فتحريك الشارع بهذه الطريقة على الرغم من المطالب المحقة لا يدل الا على وجود اجندات خارجية وهذا لا يتناقض مع دعمي لإسقاط النظام الطائفي بالكامل"، مضيئاً على "حيتان المال الذين يقفون خلف السياسيين، حيث لم يتطرق لهم المتظاهرون"، وأضاف: "لا أفق لهذه التظاهرات، لا يوجد علمانيون حقيقيون، ففي السابق تحرك اليسار عدة مرات وصل عدده كحد اقصى الى 150 ألفاً، اما اليوم يوجد ما يزيد عن المليون لبناني في الشارع، الغالبية الكبرى منهم سيعاودون الالتفاف حول زعمائهم وطوائفهم، كما ان جزءاً من المجتمع المدني مسيس ومشبوه لذلك لا اعتقد ان اللبنانيين سيصلون الى نتيجة".

الأيام المقبلة وحدها الكفيلة بإيضاح الصورة وتحديد اي انتصارات سيحققها الشعب على الطبقة الحاكمة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم