الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ما هو الوجه الآخر الذي لا تعرفونه عن دافنشي؟

جاد محيدلي
ما هو الوجه الآخر الذي لا تعرفونه عن دافنشي؟
ما هو الوجه الآخر الذي لا تعرفونه عن دافنشي؟
A+ A-

ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي، كان موسوعياً ينتمي إلى عصر النهضة حيث اشتهر بأنه رسام ولا تزال الأجيال حتى الآن تعرفه وتذكر إسمه. كان رجلاً عبقرياً ذا موهبة عالمية في عصر النهضة، فقد جسد روح عصره كاملاً، ما أدى ذلك إلى اكتشاف كبار نماذج التعبير في مختلف مجالات الفن والمعرفة. وكثيراً ما وُصف ليوناردو باعتباره رمزاً لرجل عصر النهضة، ورجل ذي "فضول جامح" وصاحب "خيال إبداعي محموم". تشمل أشهر لوحات ليوناردو لوحتي الموناليزا والعشاء الأخير، لكن ما يعرفه كثيرون هو أنه كان أكثر من رسام فقط. فبعدما نُشرت نسخ من مذكرات ليوناردو وكتاباته، مثل "Codex Atlanticus" المعروف باسم "مخطوطة أتلانتيكس" المكوّنة من 12 مجلداً، على نطاق واسع، اكتسبت ملاحظاته ونظرياته ورسوماته عن تشريح جسم الإنسان ولوحاته الغريبة تقديراً وشهرةً. تضمنت هذه الرسومات أفكاراً لم تصبح حقيقة إلا بعد مئات السنين، مثل رسومات لآلات الطيران.

عندما كان مراهقاً، تدرب ليوناردو في ورشة فنان عصر النهضة الشهير، أندريا ديل فيروكيو، حيث مورست جميع أشكال الفنون من الرسم والتصميم إلى النحت والأعمال المعدنية، بما في ذلك صناعة الدروع وتحول أيضاً الى مهندس. ومن بين المهمات التي كُلف بها، في أواخر السبعينيات من القرن الخامس عشر، طُلب من دافنشي رسم تصميم لقصر مدني، وكلفته بعد ذلك مجموعة من الرهبان برسم لوحة عشق المجوس. انتقل ليوناردو إلى مدينة ميلانو في أوائل الثمانينيات من القرن الخامس عشر أملاً في العمل لدى لودوفيكو سفورزا، دوق ميلانو، وأرسل إليه خطاباً يستعرض فيه براعته الفائقة كمهندس عسكري.

كان العديد من الفنانين معماريين أو مهندسين أيضاً، لكن ليوناردو كان خبيراً فيها بكل معنى الكلمة. وامتدت مواهب ليوناردو ودراسته إلى علم الرياضيات واللغة اللاتينية وغيرهما. ورغم أن بعض الفنانين ربما كانوا يبحثون في بعض جوانب التشريح، مثل العضلات والعظام والأوتار، نقل دافنشي دراسة جسم الإنسان إلى مستوى آخر. ففي إحدى المراحل رسم دافنشي شبكة من الأعصاب في الكتف والجذع العلوي تُسمى الضفيرة العضدية بشكل دقيق للغاية. عندما تأمل النباتات، نظر إلى تفرع الأغصان وجاء بقانون حول تفرع النباتات، الذي ساوى بينه وبين تفرع الأنهار وتفرع الأوعية الدموية، وبذلك أصبح أيضاً عالماً بالنبات. 

كما درس علم طبقات الأرض، وعلم الحيوان، والهيدروليك، علم الطيران والفيزياء، ورسم ودوَّن ملاحظاته على أوراق حفظها ضمن حزامه، وقسَّم كتبه ضمن أربعة أقسام: الرسم، والعمارة، والميكانيك وتشريح الجسم. ألَّف العديد من الكتيبات التي احتوت أفكاره واختراعاته برسوم توضيحية وتفاصيل نظرية ولكنها نادراً ما وضعت تحت التجربة، كما كان عند الكتابة يبدأ من جهة اليمين إلى اليسار، أي يكتب بشكل مقلوب، وذلك خوفاً من احتمال سرقة أفكاره.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم