الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما حصل "انتفاضة" من خارج كل التوقعات... فأي تسوية ستعيد الأمور سيرتها الأولى؟

ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
ما حصل "انتفاضة" من خارج كل التوقعات... فأي تسوية ستعيد الأمور سيرتها الأولى؟
ما حصل "انتفاضة" من خارج كل التوقعات... فأي تسوية ستعيد الأمور سيرتها الأولى؟
A+ A-
أمَّا وقد وقع المحظور، وحدثت "الانتفاضة الشعبية" الكاسحة التي حذَّر منها مراراً وتكراراً كل الخبراء والضالعين في علم الاقتصاد والموجوعين والمكلومين، واعتبروها أمراً آتياً ولا ريب، باستثناء معظم "النخبة الحاكمة" التي بدت كأنها تتجاهل كل الصرخات والنداءات المتتالية ومضت في "غيّها" تنسج على نهجها الدائب منذ عقود، فإن الجليّ ان هذه النخبة بكل تلاوينها ومشاربها قد وجدت نفسها وسط حصار خانق، واستطراداً في دائرة أزمة حقيقية تبحث بجهد جهيد منذ اكثر من خمسة ايام عن سبل للنفاذ منها بسلاسة او بأدنى قدر ممكن من الخسائر.ثمة استنتاج فحواه أنها (النخبة) اكثر من اي وقت مضى ومنذ تسلّقها شجرة الحكم وتسلمها مقاليد الرئاسة، تجد نفسها في أكثر الاوقات حراجة ودقة، وتتلمّس البون الشاسع بينها وبين الشريحة الواسعة من الناس، تفتش عما يمكن ان يرضي الماكثين في الشارع منذ أيام، يطلقون حناجرهم بالدعوة الى سقوط العاجزين والفاسدين، ويتجاهلون محاولة الترهيب والترغيب لدفعهم الى مغادرة الميدان ولكن من دون جدوى. واللافت ان فريقاً من النخبة الحاكمة هو حزب "القوات اللبنانية"، اختار أهون الخيارات وهو الهروب والاعتكاف خارجاً، والزعم ان لا ناقة له ولا جمل في كل ما حصل ويحصل، فيما بعضها الآخر وهو الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، شاء العودة الى لعبته المعهودة والمتمثلة بالوقوف على التلة و"وضع رجل في البور وأخرى في الفلاحة"، وهو على ثقة بأنه سيكون الكاسب والمتربع سعيداً من خلال المعادلات التي يمكن ان تترسخ لاحقا، يقينا منه ان لا أحد في شارعه وطائفته يجرؤ على أخذ مكانه في جنة الحكم.وعليه، صار في وسع هذين الحزبين، اي "القوات" والتقدمي، ان يزعما انهما نجحا منذ البداية في النزول من سفينة الحكومة التي تتقاذفها امواج السقوط وتحاصرها احتمالات التداعي، وانهما في المقابل قد حجزا سلفا مكانا في شاطئ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم