الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قراءة في #ثورة_لبنان:"ما قبل 17 تشرين الأول 2019 ليس كما بعده"...الجوع كافر!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
قراءة في #ثورة_لبنان:"ما قبل 17 تشرين الأول 2019 ليس كما بعده"...الجوع كافر!
قراءة في #ثورة_لبنان:"ما قبل 17 تشرين الأول 2019 ليس كما بعده"...الجوع كافر!
A+ A-

"الحرب تنتهي ولا تنتهي"، هذا ما يراه علم النفس في مسألة الحروب والصراعات، هذه الحرب نعرفها جيداً، مفاعيلها وآثارها ما زالت عالقة في أذهاننا، نُقاصص انفسنا بها من خلال اختيار طبقة سياسية فاسدة، عقدة الذنب التي نعيشها باللاوعي نُترجمها باختياراتنا السياسية والتبعية والاستسلام.

الحرب انتهت بالشكل، أما معاني الحرب وتأثيراتها ما زالت موجودة في المضمون. اليوم المشهد مختلف، ما نراه في الساحات شبيه بحركة تظاهرية عفوية أثمرت ربيعاً في العام 2005، الوجع والغضب له دلالاته الخاصة، هذه الصرخة الموحّدة باسم "لبنان" أسقطت منطق الطائفية والحزبية التي تحكمت بحياة الكثيرين لسنين، اليوم #الثورة لها وقع مغاير، كسرت كل القيود والمشهدية المتعارف عليها، اليوم الشعب يتحدث باسم #الجوع و#الوجع و#الذل و#الكرامة. اليوم الجوع ينتفض، الدموع تنتفض، الكرامة تنتفض...ما حبسناه في نفوسنا انفجر انتفاضة، لم يعد الوضع يتحمل الانتظار والسكوت، اليوم الوجع يتحدث بإسمنا جميعاً. ما يجمعنا اليوم العلم اللبناني، "البهدلة" نفسها التي نعيش معها وبها كل يوم، ما يجمعنا اليوم لبنانيتنا، وما عدا ذلك لا يُمثلنا. 

في قراءة تحليلية للتحركات الشعبية، يشرح الطبيب والمحلل النفسي الدكتور شوقي عازوري "ننطلق بداية من النقطة الأولى والأساسية وهي ان هذه التجمعات كانت بطريقة عفوية دون دافع سياسي أو حزبي أو ديني، وهذه العفوية تعكس في طياتها الوجع والعذاب من الوضع المادي والصحي والاقتصادي المتدهور في لبنان. ومن إيجابيات هذه التحركات العفوية أنها تشمل طبقة اجتماعية كبيرة تتقاسم المشاكل والأوجاع نفسها، تحركت في وجه الذل والإهانة والفقر والجوع".

وفق عازوري ان "الناس تعبت، كرامتهم يُداس عليها وجيوبهم تُنهب، عوامل كثيرة تدفعهم اليوم إلى التحرك والتجمع بهذه العفوية والإصرار. وأمام هذه الظاهرة تسعى السلطة إلى استقطاب الأمور إلى صالحها والاستفادة منها سياسياً غير أن صرخة الناس في الساحات خالفت التوقعات أو المتعارف عليه، يصرخ المتظاهرون اليوم باسم لبنان، مسقطين الأحزاب والطوائف التي كانت تتحكم بهم. وفي متابعة لهذه التحركات الشعبية، نلاحظ بوضوح إصرار المتظاهرين على أنهم لبنانيون وليسوا أبناء طوائف، هم ليسوا مسيحيين أو مسلمين أو دروزاً، يريدون التحدث باسم الوطنية واللبنانية. وتعتبر هذه النقطة مهمة وأساسية لاستكمال التحرك ونجاحه".

يرى عازوري انه يمكن القول" إن ما قبل 17 تشرين الأول 2019 ليس كما بعده. هذه المظاهرات خلقت فرصة اساسية بتاريخ لبنان لم نشهد مثلها سابقاً إلا في العام 2005 بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولا يمكن للطبقة السياسية الفاشلة إلا ان تسمع هذه الانتفاضة".

وأمام هذا الواقع، نحن أمام خيارين: إما أن تُغيّر الطبقة السياسية قراراتها وسياساتها الاجتماعية والاقتصادية، أو أن تكشف عن فشلها وأن تترنح وتستقيل.


اليوم يطالب الناس باستقالة الطبقة السياسية بأكملها، وهذا يعني أن الشعب طفح كيله ولم يعد أحد يمثله من هذه الطبقة الحاكمة. ما نراه اليوم هو وليد الجوع والفقر، وقد أظهرت الإحصاءات الأخيرة أن عدداً كبيراً من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، صعوبات المعيشة والأزمة الاقتصادية وصعوبة العيش "بتوّجع"، الجوع قادر على تحريك انتفاضة، التبعية للزعامة لها حدودها ولكنها ستنفجر لأنها "تعبت" وما "بقى قادرة تعيش هيك".

ويستشهد عازوري بقول أحد المتظاهرين الذي قال: "ولاد سياسي عايشين برا، بيدرسوا برا وبيتحكمو برا. نحنا ما عنا مشكلة يسافروا بس ما يفقّرونا إلنا ليسفروا ولادهم". عندما تصبح الشراكة بالغنى مطلب اجتماعي، بحيث لا ترضى طبقة اجتماعية كبيرة أن تعيش بالفقر على حساب طبقة صغيرة تعيش بالرفاهية والبحبوحة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم