الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

هل يعجّل الاشتراكي والقوات في الانهيار؟

المصدر: "النهار"
هل يعجّل الاشتراكي والقوات في الانهيار؟
هل يعجّل الاشتراكي والقوات في الانهيار؟
A+ A-

لا يزال الرئيس سعد الحريري متمسكا برئاسة الحكومة لاكثر من سبب. اولها ان استقالته ستعجل الانهيار ولا يريد ان تلقى عليه هذه المسؤولية. ولا يقدر ان يتحملها لانها تقرب من انتهاء حياته السياسية. ولا يزال الحريري مقتنعا بان في امكانه انقاذ البلد، اذا خفف "حزب الله" من تحديه المجتمعين الدولي والعربي. ولا يصدق الحريري ان الرئيس ميشال عون تخلى عنه، وتنصل من التسوية الرئاسية رغم كل المطبات التي يرفعها امامه فريق العهد. وربما لا يزال يراهن على بعض التفاهمات غير المنظورة مع الوزير جبران باسيل.

لكن الحريري، ورغم علاقته الوثيقة بالرئيس نبيه بري، لا يفهم ما يريده "حزب الله"، ولا يجد فريقه تفسيرا للتحركات التي اعقبت خلوة السبع ساعات بين باسيل والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وما اذا كان امر عمليات صدر بعد الاجتماع، لتحقيق مآرب واهداف غير واضحة حتى الساعة.

اما ما بات يقلق الحريري، فهو موقف الحزب التقدمي الاشتراكي، متزامنا مع موقف حزب القوات اللبنانية. فرئيس التقدمي دعاه الى الاستقالة، ودعا مناصريه الى المشاركة في التظاهرات. صحيح انه قصد توجيه رسالة الى العهد، اي الى رئيس الجمهورية وفريقه، لكنه اصاب الحريري من حيث يدري او لا يدري.

ومثله "القوات اللبنانية". لكن العلاقة مع الاخيرة سيئة اصلا. ولا تقارب ولا تواصل ولا تنسيق.

في المعطيات المتوافرة ان الاشتراكي والقوات، يفكران في تحديد موقف من الحكومة في مدة 24 ساعة. اما الاستمرار، واما الاستقالة معا. والاستقالة معا، ورغم كونها تفرح فريق 8 اذار، الا انها تحرج الحريري شخصيا، وتحرج الحكومة. فالحريري سيصبح وحيدا الا من وزرائه غير المحبوبين شعبيا، وسيصبح اسير الفريق الاخر في اي تصويت داخل الحكومة، وحتى في النقاشات.

واستقالة الفريقين، اضافة الى وجود الكتائب خارج الحكومة، سيجعل المجتمع الدولي يتعامل مع الحكومة كأنها خاصة بحزب الله وفريقه، ما يحشرها اكثر في الزاوية، ويعوق اتصالها بالعالم الخارجي، وامكان حصولها على مساعدات.

في المقابل، سينظر الى الاشتراكي والقوات، كأنهما هربا امام الاستحقاق الكبير، وبدل ان يشاركا في عملية الانقاذ، نفضا ايديهما، وسارعا في اسقاط الحكومة، وربما في حصول الانهيار، علما انهما شريكين اساسيين، ولا يمكنهما التنصل، كما يفعل الجميع في اللحظة الاخيرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم