الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفقر ألهبَ الساحة الطرابلسية

المصدر: "النهار"
طرابلس – رولا حميد
الفقر ألهبَ الساحة الطرابلسية
الفقر ألهبَ الساحة الطرابلسية
A+ A-

ثلاثة جرحى في طرابلس جراء إطلاق نار في ساحة النور من قبل مرافقي أحد السياسيين، هم باكورة التحركات الشعبية المندلعة في لبنان منذ ليل أمس، حيث شهدت المدينة التي تعتبر أكثر مدن المتوسط فقرا بحسب دراسات دولية، وبناء على استقصاءات محلية اجتماعية عديدة، تحركات واسعة ومستمرة، تحت تأثير عوامل الفقر والبطالة التي تسود في المدينة، وتبلغ بعائلاتها حد الاختناق، بلوغا إلى عدم تمكن كثيرين منهم من تسجيل أبنائهم في المدارس حتى الرسمية المجانية منها، رغم قانون التعليم الالزامي حتى المرحلة التكميلية.

وفاقم الوضع مأساوية، وتفجرا، توقف المساعدات من كل الجهات التي اعتادت أن تفتح بعضا من صناديقها لمساعدات تربوية وصحية واجتماعية، مما اعتبره المواطنون استهتارا بهم، حيث توقفت تلك المساعدات مباشرة عقب انتهاء المعركة الانتخابية السابقة.

ولا يختلف اثنان في المدينة أن حال الفقر، والبطالة، والجمود، وتراجع المبيعات، وحركة الأسواق، قد بلغت أشدها وهذا أكثر ما تجلى في فترات الأعياد المختلفة.

في هذه الأجواء ،يحل التحرك الشعبي على مستوى لبنان برمته، وتدخل المدينة التي اعتادت على التحركات الشعبية الرافضة للحرمان والفقر في مراحل تاريخية مختلفة بدءا من الستينات، لتشارك في الاضراب، حيث يجري قطع الطرق، وتحديدا عند المدخل الجنوبي وصولا الى وسطها في محلة التل، وتحتل مستديرة ساحة النور نقطة الاستقطاب لمختلف التحركات.

وقد شهدت المدينة ليلة صاخبة من التظاهرات الثابتة، و النقالة طيلة ليلة امس، بالتزامن مع التظاهرات في بيروت و بعض المناطق اللبنانية الاخرى.

و على وقع الاناشيد الثورية، والهتافات المنددة بالسلطة، والمطالبة باستقالة المسؤولين في العهد، والحكومة، والمجلس النيابي، تقاطرت مجموعات من الشباب الى ساحة عبدالحميد كرامي الشهيرة باسم ساحة النور، كما تواصل نقل الاطارات المطاطية بالرغم من مناشدات بعض المشاركين، عبر مكبرات الصوت، عدم اشعال الاطارات لما تسببه من اضرار صحية و بيئية، وقد تفاقمت حركة التظاهرات، وبلغت اوجها بعد صلاة الجمعة حيث انطلقت المواكب إلى مختلف الشوارع عاملة على قطع الطرق، إن بالأدوات الصلبة أم الإطارات المطاطية.

وبعد أن ارتفعت الدخائن صباحا عند ساحة النور، خمدت النيران المشتعلة عند الظهيرة مع حلول مواقيت الصلاة، وعاد التوتر بعدها، فارتفعت ألسنة النار، والدخان الاسود من الاطارات التي تم اشعالها عند تقاطع التل شارع المصارف، وتقاطع شارع عزمي، وشارع سوريا في باب التبانة، ومختلف أنحاء المدينة. وبذلك أصبحت طرقات وسط طرابلس مقطوعة أمام السيارات، بينما انتشر الدراجون بكثرة متنقلين من مكان إلى آخر.

كذلك، أقفلت الطريق العام عند مدخل طرابلس الجنوبي قبالة "البالما"، واستخدمت الإطارات المشتعلة، والشاحنات والسيارات التي توقفت في عرض الطريق، وكذلك الطريق الساحلي لمنع إمكانية الخروج أو الدخول إلى المدينة.

بعد الانتهاء من اداء صلاة الجمعة، غصت ساحة النور بالمتظاهرين، غالبيتهم من الشباب، والصبايا، وهم يهتفون بسقوط النظام، ويعلنون رفضهم لبقاء اي من المسؤولين في السلطة.

واستمر احراق الاطارات، وقد غطى الدخان الاسود برائحته الكريهة المدينة و الجوار، كما تقطعت طرق طرابلس، واغلقت المحلات ابوابها مما ادى الى شلل شبه تام تخترقه اصوات الدراجات النارية.

بعد الظهيرة، وكما كان متوقعا، فقد صعدت المجموعات تحركها، مستهدفة منازل بعض السياسيين، فاتجهت مجموعة الى قصر الرئيس نجيب ميقاتي في الميناء في محاولة لاقتحامه، لكن قوة كبيرة من الجيش اللبناني طوقت القصر من كافة جوانبه، وحاول المتظاهرون التقدم من اكثر من جهة، فكان الجيش يتصدى لهم، ويمنعهم، وهم يواصلون محاولاتهم، بينما قامت عناصر اخرى بإشعال الاطارات المطاطية على مقربة من القصر.

كما توجه حشد من المتظاهرين الى كرم القلة حيث مكاتب الوزير فيصل كرامي وحاولوا الدخول اليه، لكن الطوق الامني الكبير للجيش منعهم من الوصول.

كذلك أحرقت مجموعات أخرى صورة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكانت مجموعات عمدت ليلا إلى إزالة صور كبيرة لرئيس الحكومة سعد الحريري في محيط مستديرة النور، لكنها حافظت على صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ومساء، توجه النائب السابق مصباح الأحدب إلى ساحة النور للقاء الشباب المشاركين الذين رفضوا حضوره، وطالبوه بالابتعاد، ورشقه بعضهم بقناني المياه الفارغة، فأغضب ذلك مرافقيه الذين حاولوا الدفاع عنه، وفي ظل ما جرى من تدافع، وأفيد عن إصابة ثلاثة أشخاص نقلوا إلى المستشفى للمعالجة، إحدهم حالته حرجة، جراء الحادث، فعمد شبان إلى التوجه إلى مرآب ناقلات الأحدب على ساحة التل، وأحرقوه.

وعلى أثر الحادث، تفاقم الوضع في المدينة، وازدادت التحركات زخما، حيث ينضم المزيد من الشباب إلى التحركات.

أما الطريق الدولية بين البداوي والعبدة، فقد شهدت العديد من التحركات، وقطع الطريق عند محطات مختلفة، مما منع السير عليها بصورة تامة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم