الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"بعثة الصليب الاحمر في العراق" لـ"النهار": المدنيون في الانبار يدفعون ثمناً كبيراً

علي منتش
A+ A-

بعد فضّ قوات الأمن العراقية الاعتصام الذي كان ممثلو العشائر يقيمونه في مدينة الرمادي، اندلعت شرارة الحرب في محافظة الانبار بين الجيش وقوات الامن العراقية من جهة وبين مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة اخرى، وسرعان ما امتدت هذه الشرارة الى مدينة الفلوجة التي سيطرت عليها "داعش"، والى مدينة الرمادي التي سيطر على احياء فيها التنظيم نفسه، فقام الجيش العراقي بمحاصرة المدينة الاولى وقصف بعض المواقع فيها، وذلك بعد اشتباكات حصلت داخل المدينة ادت الى انسحاب القوات التابعة للحكومة منها. هذه الاحداث تطرح تساؤلات عن الوضع الانساني للمدنيين وعمليات الإغاثة التي تحصل هناك، والتي تبقى في غالب الاحيان بعيدة عن الاضواء.


باتريك يوسف، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق، يرى في حديث لـ"النهار" ان "البعثة موجودة في بغداد قبل الاحداث الاخيرة ولدينا تواصل مع جهات محلية واهلية ورسمية، وهذا ما ساعدنا على البدء بعملياتنا فور اندلاع الاشتباكات في 30 كانون الاول الماضي، رغم اننا وزعنا اول مساعدات في الخامس من كانون الثاني للمدنيين النازحين من المدن حيث الاشتباكات".
ويشير يوسف الى ان "النازحين هم من مدينتي الفلوجة والرمادي، وبلغ عددهم نحو 40 ألف شخصا، وتوزعوا على عدّة مناطق داخل محافظة الانبار مثل الصقلاوية، اضافة الى نزوح اعداد كبيرة منهم الى محافظات اخرى كبغداد واربيل".
ووفق يوسف، فإن "المساعدات تسلّم مباشرة للنازحين خوفاً من استعمالها من قبل بعض الجهات لغايات انتخابية خاصة اننا نقترب من موسم الانتخابات، والى الآن استطعنا الوصول الى نحو 23 الف نازح وقدمنا لهم مساعدات تكفي العائلة المؤلفة من 5 اشخاص حوالي شهر، وسنعاود التواصل معهم من اجل اعادة تقديم المساعدات لهم".
ويؤكد يوسف ان "الوضع في الرمادي افضل بما لا يقارن مع وضع الفلوجة، ففي الاولى يوجد جيش ومجلس محافظة والمعارك تنحصر في احياء قليلة بينما في المدينة الثانية اي الفلوجة، فهي محاصرة من الجيش العراقي وتتعرض لقصف يطال بجزء منه المدنيين الذين يقع كثير منهم ضحايا".
ويضيف: "لقد دخلنا الى مدينة الفلوجة اخيراً وقمنا بتوزيع المساعدات على نحو 500 نازح، ويتم توزيع هذه المساعدات بالتعاون مع بعض وجهاء العشائر الذين يستطيعون مساعدتنا في الوصول الى النازحين وخاصة في مناطق نفوذ المسلحين الذين نجد الى اليوم صعوبة في الاتصال معهم".
ويتناول يوسف مسألة الاسعار في مدينة الفلوجة المحاصرة "التي ترتفع بشكل كبير نظراً لتناقص المواد الغذائية في اسواقها، اضفّ الى ذلك تناقص المواد الطبية في مستشفى الفلوجة، ومن هنا نسعى لتزويد المستشفى بالمواد الضرورية قدر الامكان، ولتزويد المدينة بالمواد الغذائية".
ويتخوّف يوسف من اي تطور عسكري ميداني في الفلوجة "الامر الذي يؤدي حتما الى تفاقم الوضع الانساني، ودفع جزء من المدنيين الثمن في هذه الحرب خاصة اذا لم يتمكنوا من تحييد انفسهم عن المعارك".
ويسكن النازحون بحسب يوسف "اما في منازل عند عائلات اخرى، او في المساجد، او المدارس".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم