ترامب وبيلوسي: مواجهة ستنتهي بغالب ومغلوب

كان يوم الأربعاء في واشنطن يوماً سريالياً بامتياز، حتى بالمقاييس الغرائبية التي جلبها معه دونالد ترامب إلى البيت الابيض. في الصباح غسل الرئيس الأميركي يديه من حلفائه الأكراد في سوريا، لا بل انتقدهم قائلاً إنهم "ليسوا ملائكة" وإن بعضهم مثل حزب العمال الكردستاني" يشكلون خطراً إرهابياً أكثر من تنظيم الدولة الاسلامية"، متناسياً أنه ادعى قبل ذلك بلحظات أن الولايات المتحدة زوّدتهم بالمال ليحاربوا معها إرهابيي "الدولة الاسلامية". وادعى ترامب خلال استقباله لرئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريللا أن الوضع الراهن على الحدود التركية-السورية بالنسبة للولايات المتحدة "رائع استراتيجياً". بعد ذلك بقليل أدان مجلس النواب بأكثرية ساحقة قرار ترامب سحب القوات الاميركية من شمال سوريا في إجماع نادر بين الحزبين، وطالبوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقف العمليات العسكرية، وحضّوا ترامب على طرح خطة للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية". وحظي القرار بدعم 354 عضواً وعارضه 60 عضواً فقط. وأيد القرار 129 نائباً جمهورياً. ووجّه مشروعون من الحزبين انتقادات لاذعة للرئيس ترامب والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. بعد الظهر وخلال اجتماع في البيت الابيض بين ترامب وقادة الكونغرس بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي – في أول لقاء لها مع ترامب بعد قرارها بدء إجراءات محاكمته - تدهور السجال بينهما بسرعة حين وجّه ترامب كلاماً مهيناً لبيلوسي متهماً إياهاً بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة"، الامر الذي أغضب بيلوسي ووفدها، وأدى إلى انسحابهم من الاجتماع. وخلال لحظة بالغة الحدة قالت بيلوسي لترامب جملة سرعان...