الحكومة أقرت "استراتيجية بو صعب" الحدودية... ولا اتفاق حول السلة الضريبية

هدأت على جبهة الحرائق، واشتعلت على جبهة الضرائب، فلم يكد اللبنانيون يلتقطون أنفاسهم بعد الحرائق التي اجتاحت الوطن حتى استعرت موجة الضرائب التي بدأت تباشيرها بزيادة 20 سنتاً في اليوم على WhatsApp Call أي على التخابر عبره، إذ سيبدأ العمل بها في 1/1/2020.

وفي المعلومات أيضاً أنه تم الاتفاق على زيادة 750 ليرة على صفيحة البنزين بعد سقوط اقتراح تحديد سقف أدنى أو أعلى.

ولم تُحسم حتى الساعة زيادة الضريبة على القيمة المضافة، ففيما تطالب قوى برفعها إلى 15% على الكماليات، تطالب قوى بجعلها 12% على جميع السلع. وبينما أعلن الوزير الجراح أن هناك اقتراحاً سيُدرس بالنسبة للـTVA يقضي بزيادة 2% في العام 2021 و3% في العام 2022 لتصبح 15% أسوة بمعظم دول العالم، كشف أنّ ثمة اقتراحاً بوضع رسم 3 % على المحروقات شرط أن تستوردها الدولة.

وفيما اجتاحت موجة الاستنكارات وسائل التواصل الاجتماعي رافضة أي زيادة للضرائب، انعقد مجلس الوزراء في السرايا الحكومية في جلسة عادية على جدول أعمالها 36 بنداً، سيُستكمل خلالها أيضاً البحث في مشروع موازنة 2020، على ان يعقد جلسة جديدة الجمعة، في محاولة لإنهاء مهمة إقرار الموازنة قبل انقضاء المهلة الدستورية التي تنتهي في 22 الجاري.

وقبل الجلسة، قال وزير المال علي حسن خليل "داخل الموازنة لا ضرائب، كلها من خارج الموازنة والرسم على التبغ والتنباك غير وارد في الموازنة ولا يحتاج إلى مجلس الوزراء".

أما وزير الشباب والرياضة محمد فنيش فقال: "تحفظنا على ضريبة الواتساب، ونحن مع فرض ضرائب على الكماليات فقط".

من جانبه، أوضح وزير الاتصالات محمد شقير أنّ "الزيادة على الـWhatsapp ليست ضريبة، ولن نزيد أي شيء من دون إعطاء مقابل للمواطن، وهذا ما سأشرحه في مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل، وسيتم وضع 20 سنتاً في اليوم لخدمة OTT والرسم لن يكون شهرياً". شقير أشار إلى أنّ "تطبيق دفع الـ20 سنتاً في اليوم يحتاج إلى دراسة أكثر، وإذا تم تطبيقها سنعطي شيئاً في المقابل للمواطن، هذا القرار هو قرار الحكومة بمختلف كتلها السياسية وليس قرار وزير الاتصالات فقط".

ولم يدم اجتماع الحكومة طويلاً حتى خرج وزير الإعلام جمال الجراح إثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء معلناً إقرار الإستراتيجية الحدودية التي تقدّم بها وزير الدفاع الياس بو صعب، والتي تهدف إلى ضبط الحدود مع الدول المجاورة"، مضيفًا "أهم البنود التي أقرت هي تفويض وزير الاتصالات شركة "سيتا" القبرصية لمدّ كابل بحري جديد والذي يؤمّن الإنترنت إلى لبنان".

وردّاً على سؤال حول فرض رسوم على تطبيق "واتساب"، أشار وزير الإعلام إلى أن "المكالمات الصوتية عبر التطبيقات ستطبق عليها ضريبة الـ20 سنتاً وهذا الأمر سيؤمّن مبلغاً يقدر بنحو 200 مليون دولار".

ولفت الجراح إلى أن "مجلس الوزراء سيعقد غدًا جلسة عند الثانية من بعد الظهر".

وبعد الجلسة، حصل سجال بين وزير الدفاع الياس بو صعب الذي أكد أن خطته للمعابر والحدود أقرت بالكامل وبموافقة وزراء القوات، وبين وزير العمل كميل بوسليمان الذي أوضح أن "بو صعب أدخل تعديلات على الخطة وتلاها شفهياً منها أنه يعتبر سوريا دولة صديقة، ما أثار اعتراضنا وتمّ استبدال العبارة".

أضاف بو سليمان أنه سأل بو صعب "ما إذا كان يعتبر أن الخطة تتضمن استراتيجيته لضبط المعابر غير الشرعية، ففؤجئنا بأنه أجاب بـ"نعم" رغم أن الخطة بنظرنا غير كافية لضبط المعابر غير الشرعية".

وتابع: "كوزراء للقوات وافقنا على الخطة المطروحة من قبل الوزير بو صعب مع اعتراضنا بأنها لا تتضمن استراتيجية كاملة لضبط المعابر غير الشرعية".

وبعد الجلسة ترأس الحريري اجتماعاً ضم وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاشغال يوسف فنيانيوس وأطرافاً من "حزب الله" و"الاشتراكي" باستثناء "القوات"، للتحضير للنقاش الذي سيدور غداً بشأن الموازنة، خصوصاً للبحث في القضايا التي لا تزال عالقة، أي الضرائب والكهرباء.

الى ذلك افادت مصادر تكتل لبنان القوي ان مجلس الوزراء اقر الاستراتيجية الادارية المتكاملة للحدود في لبنان التي قدمها وزير الدفاع الياس بو صعب رغم محاولة الوزيرين وائل ابو فاعور وكميل ابو سليمان الاعتراض على شيء لا علاقة له بالخطة وخصوصاً انه تبيّن أنهما لم يقرآها. رغم ان بو صعب رفعها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ شهر أيار الفائت وتأجلت مراراً، ثم وضعها الرئيس الحريري على جدول الاعمال. ومنذ شهر طلب بو صعب من جميع الافرقاء إرسال ملاحظاتهم خطياً على الخطة فلم يرسل اَي فريق اي ملاحظة ما عدا حزب الله.

وأثناء عرضها حصل سجال وحاول ابو سليمان الإيحاء ان اعتراضه يتعلق بموضوع ضبط جميع الحدود، فتبين ان ذلك ملحوظ أصلاً في الخطة، وبالتالي لم يستطع ان يجب على سؤال بو صعب امام المجلس و هو على ماذا يعترض. وتبيّن خلال النقاش عدم قراءة المعترضين للخطة، فأقرها مجلس الوزراء بعد التوضيحات التي قدمها بو صعب وبعد دفاعه عن هذه الخطة بشكل منطقي ومنهجي فأحرج الذين اعترضوا وأسقط حججهم امام مجلس الوزراء.

وحوالي الساعة سابعة انتهى الاجتماع المصغر الذي ترأسه الحريري واعلن بعده وزير الشباب والرياضة محمد فنيش الى انه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق حول اي سلة ضريبية، اما وزير المال فقال: "ملتزم بعدم فرض ضرائب على الناس قي الموازنة.وضريبة الواتساب لا علاقة لها بالموازنة بل هي قرار وزير".