من أجل 120 ألف ليرة طُعن حتى الموت... مصير بسام إسكندر الأسود بعد اختفائه
من أجل 120 ألف ليرة قتلاه. لم يُقِم المجرمان اعتباراً لكِبَر سنّه والشيب الذي غزا رأسه. لم يرحما التجاعيد التي ملأت وجهَه حكاياتُ زمنٍ أتعبَ كاهله... أعمى قلبيهما المال، اتخذا قرارهما بإزهاق روح إنسان، ومن دون أن يرفّ لهما جفن ارتكبا جريمتهما بطعن الضحية ثلاث طعنات في القلب، ليحاولا بعدها إخفاء بشاعة ما اقترفته أيديهما بدفن الجثة في الأرض أمام ميتم في شوكين... دَفع ابن بلدة كفرفالوس بسام اسكندر حياته، لا لذنب اقترفه، إلا لأننا نعيش بين وحوش بشرية على استعداد لأن تقتل من أجل أتفه الأسباب.
اتصال واختفاء
ستة أيام وعائلة اسكندر تنتظر خبراً يطمئنها عن بسام الذي يعمل سائق تاكسي على سيارته العمومية، وذلك بعد تلقيه اتصالاً مساء السبت الماضي من مجهول طلب منه إيصاله من جسر المطار إلى النبطية، خرج من منزله في ضبيه بحثاً عن رزقه، وصباح اليوم التالي لم يتوجه لاصطحاب زبون معتاد، ما دفع الأخير الى الاتصال بزوجة الضحية التي كانت في كفرفالوس، للاستفهام عن سبب غيابه، عندها أبلغت عائلة اسكندر القوى الأمنية لتبدأ رحلة البحث عنه، وبعد 48 ساعة عثر على سيارته من نوع (بي ام) مضروبة من الخلف ومركونة على طريق الرميلة - علمان.
تبدّد الأمل
أمل عائلة اسكندر بعودة بسام سالماً، بدده اليوم الخبر المأسوي، بعد إبلاغ النائب العام لها بالعثور على جثته في بلدة شوكين قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى النبطية الحكومي. وبحسب ما قاله غسان شقيق الضحية لـ"النهار": "تلقينا أصعب خبر كنا نتمنى أن لا نسمعه، وما علمناه أنه تم توقيف القاتل الذي يحمل الجنسية السورية حيث اعترف بجريمته وأخبر عن مكان وجود الجثة، في حين هرب شريك له إلى الأراضي السورية"، وأضاف: "عملية خطف شقيقي تمت بدافع السرقة، من أجل 120 ألف ليرة قُتل وحرمت عائلته وأحبابه منه"، في حين ذكرت صفحة قوى الامن الداخلي على "فايسبوك" أن شعبة المعلومات أوقفت قاتل المغدور بسام اسكندر الذي اعترف بجريمته وعن مكان وجود الجثة في شوكين النبطية، وأن الجريمة ارتكبت بدافع السرقة.
استنكار ومطالبة
رئيس بلدية كفرفالوس بول الشماعي عبّر في اتصال مع "النهار" عن استنكاره للجريمة المرّوعة التي راح ضحيتها والد لثلاثة أبناء، مطالباً بإعدام المجرمين، وقال: "هي جريمة دنيئة ارتكبت بسبب مبلغ مالي زهيد" محمّلاً المسؤولية "لكل متواطئ بالدخول العشوائي للنازحين السوريين، من دون مراقبة وخطط توجيهية، لتكون هذه النتيجة، ولا يزال هناك من يتخاذل في إعادتهم الى بلدهم"، وختم متمنيّاً من الله "أن يصبر عائلته على المصاب".
وأعلنت الـمديرية العامة لـقوى الأمن الـداخلي ـ شعبـة العـلاقات العامة، أنه "بتاريخ 12/10/2019 غادر المواطن بسام يوسف إسكندر (مواليد عام 1957/لبناني) منزله الكائن في محلّة الضبية، على متن سيارة نوع /BMW/ يعمل عليها كسائق أجرة. بتاريخ 13/10/2019 تقدّم أحد أفراد عائلته بادّعاء بعد فقدان الاتّصال به.
على الأثر، كلّفت شعبة المعلومات قطعاتها المختصّة لتكثيف الجهود بغية كشف مصيره.
بتاريخ 14/10/2019 عثرت إحدى دوريّات الشّعبة على السيّارة المفقودة في محلّة الرميلة.
نتيجة المتابعة تمكّنت شعبة المعلومات من تحديد المنطقة التّي قصدتها سيّارة المفقود في محلّة النبطية، وبدأت قطعاتها العمل في المنطقة المذكورة لكشف مصيره. بالتّزامن حدّدت الشّعبة هويّة مشتبه بهما عمِلا على استدراج المفقود الى منطقة النبطية، وهما:
ف. ح. (مواليد عام 2001/سوري)
ح. أ. (مواليد عام 1996/سوري)
بتاريخ 16/10/2019 وبعد عملية رصد ومراقبة، نفّذت القوّة الخاصّة مداهمة لمنزل المذكورَين في محلّة طريق المطار-الرمل العالي، أوقفت خلالها الأوّل.
بالتّحقيق معهُ وبعد مواجهته بالأدلّة، اعترف بإقدامه بالاشتراك مع الثّاني على قتل المغدور بسّام إسكندر بدافع السّرقة الذي تبيّن أنه كان بحوزة المغدور مبلغ قدره /120/ ألف ليرة وأنّهما نفّذا الجريمة عن سابق تصوّر وتصميم بواسطة سكّين، وقاما بدفنه في منطقة النبطيّة ثمّ ركنا السيّارة في منطقة الرميلة.
جرى سوق الموقوف الى المنطقة المذكورة حيثُ أجرى دلالة على مكان دفن المغدور.
أمّا المدعو ح. أ. فقد غادر الى الأراضي السوريّة مباشرةً بعد تنفيذ الجريمة.
أجري المقتضى القانوني بحق الأوّل وتمّ تعميم بلاغ بحثٍ وتحرّي بحقّ الثاني. والتّحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختصّ".